للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحاصل: فإن رواية عبد ربه بن سعيد [وهو: مدني ثقة]، ورواية أخيه يحيى بن صعيد الأنصاري [المدني القاضي، وكان من جلة أهل المدينة وعلمائها، وهو ثقة ثبت، حافظ حجة، كان يوازى بالزهري] المرسلة: مقدمة على رواية أخيهما سعد بن سعيد [وهو: صدوق، ممن كان يهم ويخطئ في الروايات].

وعليه: فإن هذا الحديث صوابه: مرسل؛ فهو حديث ضعيف، لا يحتج به على قضاء ركعتي الفجر بعد انصراف الإمام من الصلاة، وقبل طلوع الشمس، والله أعلم.

• وممن ضعف هذا الحديث أيضًا: عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٦٦)، وفي الكبرى (٢/ ٣٩٢)، والنووي في الخلاصة (٧٧٦)، وفي المجموع (٤/ ١٥٣)، وقال: "إسناده ضعيف، فيه انقطاع"، وفي تهذيب الأسماء (٢/ ٣٧٣)، وقال: "وهو حديث ضعيف"، وقال أيضًا: "واتفقوا على ضعف حديثه المذكور في الركعتين بعد الصبح، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وضعفوه"، وساق كلامهم ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٢٦٦)، ولم يقنع به.

وانظر: شرح مشكل الوسيط (٢/ ٣٥).

• وله طريق آخر: يرويه الطحاوي، قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي [ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن يونس وابن الجوزي: "كان ثقة"، الثقات (٨/ ٤٤)، المنتظم (٥/ ٦٠)، مغاني الأخيار (١/ ٢٨)، الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٤٠٣)]، بحديث ثبتني فيه بعض أهل العلم من أصحابنا، قال: حدثنا علي بن يونس: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه يصلي ركعتين بعد صلاة الغداة، فقال: "ما هاتان الركعتان يا قيس؟ "، قال: لم أكن ركعتهما قبل الصلاة، فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه الطحاوي في المشكل (١٠/ ٣٢٧/ ٤١٤١).

قال الطحاوي: "وأهل الحديث ينكرون هذا الحديث ولا يعرفونه، ولا يعرفون علي بن يونس الذي حدثناه ابن عبد المؤمن عنه، فلم نجد في هذا الباب من حديث قيس شيئًا مما يجب استعماله في هذا الباب، فطلبنا ذلك من حديث غيره".

ثم احتج الطحاوي بحديث أبي حازم عن أبي هريرة الآتي ذكره، وهو حديث معلول، ثم بأثر ابن عمر الآتي.

قلت: علي بن يونس المروزي هذا لم أجد من ترجم له؛ وليس هو الأصبهاني، ولا البلخي، وقد قال فيه الطحاوي بأن أهل الحديث لا يعرفونه، وينكرون عليه هذا الحديث؛ فإن كان كذلك، وقد تفرد به عن جرير بن عبد الحميد بهذا الإسناد الكوفي الصحيح؛ فهو حديث منكر، والله أعلم.

فائدة: قيل: إن صحابي هذا الحديث هو قيس بن قهد:

قلت: فرق البخاري بين قيس بن قهد، وقيس بن عمرو، وقال في الثاني (٧/ ١٤٢): "جد يحيى بن سعيد الأنصاري، له صحبة، وقال بعضهم: قيس بن قهد، ولم يثبت".

<<  <  ج: ص:  >  >>