قال ابن الملقن في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٢/ ٣٤٥): "والجمع ممكن، فإن الخندق كان أيامًا، فكان هذا في بعض الأيام وهذا في بعضها".
وحديث أبي سعيد هذا يتفق مع ما سبق تقريره في صلاة الخوف، من أن أول ما صُلِّيت صلاة الخوف في عسفان، وكانت في عمرة الحديبية، وهي بعد الخندق وقريظة، وقد صُلِّيت صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، وهي بعد عسفان، فتعيَّن تأخُّرُها عن الخندق وعن قريظة وعن الحديبية أيضًا، والله أعلم [راجع الحديث رقم (١٢٤٨)].
٣ - حديث ابن مسعود:
رواه هشيم بن بشير، عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: إن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات يوم الخندق، فأمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء.
أخرجه الترمذي (١٧٩)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(١/ ٤٣٣/ ١٦٢)، والنسائي في المجتبى (٢/ ١٧/ ٦٦٢)، وفي الكبرى (٢/ ١٦٣٨/٢٤٥)، وأحمد (١/ ٣٧٥)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٤١٦/ ٤٧٧٩) و (٧/ ٣٢٢/ ٣٦٥٠١) و (٧/ ٣٧٨/ ٣٦٨٢١)، وفي المسند (٣٠٩)، وأبو يعلى (٩/ ٢٣٨/ ٥٣٥١)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٣٢/ ١١٨٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٣٦)، والبيهقي في السنن (١/ ٤٠٣).
قال الترمذي:"حديث عبد اللّه ليس بإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله، وهو الذي اختاره بعض أهل العلم في الفوائت، أن يقيم الرجل لكل صلاة إذا قضاها، وإن لم يقم أجزأه، وهو قول الشافعي".
قال ابن المنذر:"وممن مال إلى القول بهذا الحديث: أحمد بن حنبل وأبو ثور".
قال الأثرم:"سمعت أبا عبد الله [يعني: أحمد بن حنبل] يُسأل عن رجل يقضي صلاة، كيف يصنع في الأذان؟ فذكر حديث: هشيم، عن أبي الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه؟ أن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات يوم الخندق، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، قال: فأمر بلالًا فأذن وأقام، وصلى الظهر، ثم أمره فأقام، فصلى العصر، ثم أمره فأقام، فصلى المغرب، ثم أمره فأقام، فصلى العشاء. قال أبو عبد الله: وهشام الدستوائي لم يقل كما قال هشيم، جعلها إقامة إقامة" [المغني (١/ ٢٥١)].
• وقد توبع هشيم على ذكر الأذان:
فقد أخرج أبو الشيخ فيما رواه أبو الزبير عن غير جابر (١٤٠)، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال [رازي، أصبهاني: وثقه أبو يعلى الخليلي، وروى عنه جماعة من الحفاظ، وكان من العباد. طبقات المحدثين (١/ ٢٤١)، تاريخ أصبهان (١/ ١٥٨)، تاريخ الإسلام (٢٣/ ٢٩٧ و ٤٧٢)]: حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق [الرازي: ثقة. الجرح