وقال الطبراني: "لم يرفع هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سعيد بن عبد الرحمن، تفرد به: الترجماني".
وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلم أحدًا رفعه عن عبيد الله غير سعيد بن عبد الرحمن، ويروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق واحد، وهو موقوف عن مالك أيضًا، لقَّن البغداديون بهلولًا الأنباري، عن محمد بن عمرو بن حنان، عن عثمان بن سعيد الحمصي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، فلقنوه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو موقوف، حدثناه بهلول به موقوفًا".
وسئل الدارقطني في العلل (١٣/ ٢٤/ ٢٩١٣) عن هذا الحديث، فقال: "يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه؛ فرواه إبراهيم الترجماني، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله كذلك مرفوعًا، ووهم في رفعه.
والصحيح: موقوفًا من قول ابن عمر.
كذلك رواه عبيد الله، ومالك، عن نافع، عن ابن عمر، قوله".
وقال البيهقي في السنن: "تفرد أبو إبراهيم الترجماني برواية هذا الحديث مرفوعًا، والصحيح: أنه من قول ابن عمر موقوفًا، وهذا رواه غير أبي إبراهيم، عن سعيد"؛ يعني: موقوفًا.
وقال في المعرفة: "وهذا خطأ من جهته، وقد رواه يحيى بن أيوب عن سعيد بن عبد الرحمن بهذا الإسناد موقوفًا، وهو الصحيح".
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٢٧١): "رفعه سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وهو وهم، والصحيح: من قول ابن عمر".
وقال النووي في المجموع (٣/ ٧٧): "وهذا حديث ضعيف، ضعفه موسى بن هارون الحمال - بالحاء - الحافظ، وقال أبو زرعة الرازي ثم البيهقي: الصحيح أنه موقوف"، وذكره في قسم الضعيف من الخلاصة (٧٥٣).
قلت: منهم من حمل التبعة في هذا الحديث على سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وهو: ليس به بأس، روى أحاديث لم يتابع عليها، وتكلم ابن حبان والساجي في روايته عن عبيد الله بن عمر وهشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح، وروى له مسلم مقرونًا (٣٨١) [التهذيب (٢/ ٣٠)، الميزان (٢/ ١٤٨)، تاريخ بغداد (٩/ ٦٧)].
وقد أفرط فيه ابن حبان، فقال: "يروي عن عبيد الله بن عمر وغيره من الثقات أشياء موضوعة، يتخايل إلى من سمعها أنه كان المعتمد لها"، ثم ذكر له هذا الحديث، منكرًا به عليه.
• قلت: قد برئ من عهدته سعيد، وإنما الحمل فيه على أبي إبراهيم الترجماني إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، وهو: ليس به بأس [التهذيب (١/ ١٣٨)]: