للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحراني، وعبد الله بن صالح، وهم ثقات في الجملة]، قال: كنا جلوسًا عند عبد الله بن بُرَيْدَة فأذن مؤذن صلاة الظهر، فلما سمع الأذان قال: قوموا فصلوا ركعتين قبل الإقامة؛ فإن أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عند كل أذانين ركعتان قبل الإقامة؛ ما خلا أذان المغرب".

قال ابن بُرَيْدَة: لقد أدركت عبد الله بن عمر يصلي تينك الركعتين عند المغرب لا يدعهما على حال، قال: فقمنا فصلينا الركعتين قبل الإقامة، ثم انتظرنا حتى خرج الإمام فصلينا معه المكتوبة.

أخرجه البزار (١٠/ ٣٠٣/ ٤٤٢٢) (٦٩٣ - كشف)، والطحاوي في المشكل (١٤/ ١١٦/ ٥٤٩٥)، والطبراني في الأوسط (٨/ ١٧٩/ ٨٣٢٨)، والدارقطني (١/ ٢٦٤ و ٢٦٥)، وابن شاهين في الناسخ (٢٨٠)، وابن حزم في المحلى (٢/ ٢٥٢)، والبيهقي (٢/ ٤٧٤)، [الإتحاف (٢/ ٥٦٣/ ٢٢٦٤)].

وأخطا ابن الجوزي بإخراجه في الموضوعات (٢/ ٩٢).

قال أبو بكر الأثرم في الناسخ (١٧١): "فهذه الأحاديث مختلفة، وتلك الأحاديث الأولى أثبت وأكثر"؛ يعني: حديث عبد الله بن مغفل بطرقه، وحديث عقبة بن عامر، وحديث أنس، كل هذه في جهة، ويعارضها حديث بُرَيْدَة هذا، ثم قال: "فأما هذا الآخر فليس بشيء؛ قد رواه عن ابن بُرَيْدَة ثلاثة ثقات: الجريري وكهمس وحسين المعلم، على خلاف ما رواه هذا الشيخ الذي لا يعرف، في الإسناد والكلام جميعًا".

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه إِلَّا بُرَيْدَة، ولا نعلم أحدًا رواه عن عبد الله بن بُرَيْدَة إِلَّا حيان بن عبيد الله، وحيان: رجل من أهل البصرة مشهور، ليس به بأس".

وقال الطَّبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حيان إِلَّا عبد الواحد"، قلت: قد توبع عليه كما ترى.

قال ابن خزيمة على إثر هذا الحديث: "حيان بن عبيد الله هذا قد أخطأ في الإسناد؛ لأن كهمس بن الحسن، وسعيد بن إياس الجريري، وعبد المؤمن العتكي، رووا الخبر عن ابن بُرَيْدَة، عن عبد الله بن مغفل؛ لا عن أبيه، هذا - علمي - من الجنس الذي كان الشافعي رحمه الله يقول: أخذ طريق المجرة، فهذا الشيخ لما رأى أخبار ابن بُرَيْدَة عن أبيه، توهم أن هذا الخبر هو أيضًا عن أبيه، ولعله لما رأى العامة لا تصلي قبل المغرب؛ توهم أنه لا يصلى قبل المغرب، فزاد هذه الكلمة في الخبر، وزاد علمًا بأن هذه الرواية خطأ أن ابن المبارك قال في حديثه عن كهمس: فكان ابن بُرَيْدَة يصلي قبل المغرب ركعتين، فلو كان ابن بُرَيْدَة قد سمع من أبيه عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هذا الاستثناء الذي زاد حيان بن عبيد الله في الخبر: ما خلا صلاة المغرب؛ لم يكن يخالف خبر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -" [سنن البيهقيّ (٢/ ٤٧٤)].

وقال الطحاوي: "وجدنا حيان بن عبيد الله أبا زهير - وهو رجل محمود في روايته -

<<  <  ج: ص:  >  >>