للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد روى هذا الحديث عن ابن بريدة، فخالف كهمسًا والجريري والحسين المعلم فيما رووه عليه عنه ثم قال: "فخالف حيانٌ: كهمسًا والجريري والحسين في إسناد هذا الحديث، فذكره بما يعود به إلى بريدة، وخالفهم في متنه على ما قد ذكرناه من خلافه إياهم فيهما"، ثم رجح حديث حيان هذا الفرد على ما فيه من ضعف وسلوكه فيه للجادة والطريق السهل، على رواية جماعة الثقات.

وقال ابن عدي في الكامل (٢/ ٤٢٦): "ولحيان غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها".

وقال الدارقطني: "خالفه حسين المعلم، وسعيد الجريري، وكهمس بن الحسن، وكلهم ثقات، وحيان بن عبيد الله: ليس بقوي، والله أعلم ثم قال بعد حديث حسين المعلم: "هذا أصح من الذي قبله، والله أعلم".

وقال ابن حزم: "هذه اللفظة انفرد بها حيان بن عبيد الله، وهو مجهول، والصحيح هو ما رواه الجريري عن عبد الله بن بريدة".

وقال البيهقيّ في السنن: "ورواه حيان بن عبيد الله عن عبد الله بن بريدة، وأخطأ في إسناده، وأتى بزيادة لم يتابع عليها، وفي رواية حسين المعلم ما يبطلها ويشهد بخطئه فيها".

وقال في المعرفة: "ورواه حيان بن عبيد الله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وزاد فيه: ما خلا المغرب، وهذا منه خطأ في الإسناد والمتن جميعًا، وكيف يكون ذلك صحيحًا؟! وفي رواية عبد الله بن المبارك عن كهمس في هذا الحديث قال: فكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين، وفي رواية حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء"، خشية أن يتخذها الناس سنة".

وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ١٠٨): "وأما رواية حيان فشاذة؛ لأنه وإن كان صدوقًا عند البزار وغيره؛ لكنه خالف الحفاظ من أصحاب عبد الله بن بريدة في إسناد الحديث ومتنه، وقد وقع في بعض طرقه عند الإسماعيلي: وكان بريدة يصلي ركعتين قبل صلاة المغرب، فلو كان الاستثناء محفوظًا لم يخالف بريدة روايته".

قلت: هو حديث منكر؛ آفته حيان بن عبيد الله بن حيان أبو زهير البصري، قال ابن راهويه أو روح بن عبادة، والأقرب عندي أنه قول ابن راهويه: "كان رجل صدق وفي رواية: "كان ثقة وقال أبو حاتم: "صدوق وقال البزار: "مشهور، ليس به بأس وقال الطحاوي: "رجل محمود في روايته"، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له الحاكم.

لكن ذكر الصلت منه الاختلاط، وقال الأثرم: "لا يُعرف"، وذكر له العقيلي حديثًا تفرد به عن عطاء بن أبي رباح، ثم قال: "لا يتابع عليه وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها وقال الدارقطني في السنن: "ليس بقوي"، وفي كتاب ابن زريق:

<<  <  ج: ص:  >  >>