للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ضعيف"، وقال ابن حزم: "مجهول"، وقال البيهقيّ: "تكلموا فيه"، وليس هو الذي قال فيه عمرو بن علي الفلاس: "كان كذابًا"، فقد فرق بينهما الأئمة.

والحاصل: أنه قد وقع منه في حديثه ما يدل على قلة ضبطه، وعدم توقيه مخالفة الثقات، وتفرده عن الثقات بما لا يتابع عليه، وهذا جرح مفسر، وهو مقدم على التعديل المجمل، لذا قال الذهبي في التاريخ: "وله مناكير وغرائب، وما رأيت أحدًا وهاه"، وقال مرة: "ليس بحجة"، وقال في الديوان: "جائز الحديث" [التاريخ الكبير (٣/ ٥٨ و ٨٧)، السنة لابن نصر المروزي (١٧٧)، ضعفاء العقيلي (١/ ٣١٩)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٤٦)، الثقات (٦/ ٢٣٠)، الكامل (٢/ ٤٢٦)، المحلى (٢/ ٢٥٣) و (٨/ ٤٧٩) و (٨/ ٤٨٣)، سنن البيهقيّ (٥/ ٢٨٦)، ضعفاء ابن الجوزي (١٠٤٥)، من تكلم فيه الدارقطني في السنن لابن زريق (٩٢)، تاريخ الإسلام (٤/ ٣٤٧ - ط. الغرب). المغني (١/ ١٩٨)، الديوان (١١٩٤)، اللسان (٣/ ٣٠٩)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٧٩)].

وقد خطَّأه في هذا الحديث بعينه: الأثرم، وابن خزيمة، والدارقطني، وابن حزم، والبيهقي، وابن حجر.

* ووجه إعلال الحديث:

• مخالفة حيان لثلاثة من الثقات المشاهير في إسناد الحديث ومتنه، وقول الجماعة أبعد عن الوهم من الواحد.

• سلوكه للجادة والطريق السهل؛ فإن عبد الله بن بريدة عن أبيه طريق مسلوكة، بخلاف عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل؛ فإنها تحتاج إلى حافظ لندرتها.

• انفراد حيان بهذا الإسناد وبهذا المتن جميعًا عن عبد الله بن بريدة، ولم يتابع عليه متابعة معتبرة، مع كون حيان معروفًا بأنه لا يتابع على أكثر ما يروى من الأحاديث.

• أن ابن المبارك قال في حديثه عن كهمس: فكان ابن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين، فلو كان هذا الاستثناء: ما خلا صلاة المغرب؛ ثابتًا لم يخالفه ابن بريدة.

• وقع في رواية حسين المعلم ما يبطل هذه الزيادة ويشهد بخطأ حيان فيها، حيث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء"، خشية أن يتخذها الناس سنة، وهذا الحديث الصحيح المرفوع لا يحتمل التأويل بنسخ ولا غيره في إباحة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الركعتين قبل المغرب، وحسين بن ذكوان المعلم أثبت من مائة من مثل حيان، وأوسع منه رواية، وأكثر منه حديثًا، وقد توارد الأئمة على توثيقه.

• اتفق الشيخان على إخراج حديث كهمس والجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد اللّه بن مغفل المزني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة"، [قالها ثلاثًا] ثم قال في الثالثة: "لمن شاء".

وانفرد البخاري بإخراج حديث الحسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد اللّه

<<  <  ج: ص:  >  >>