للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه البزار (٩/ ٣٥٣/ ٣٩١٧).

قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وهذا الحديث روايته عندي في موضعين: عن أبي الأسود عن أبي ذر، وفي موضع: عن يحيى بن يعمر عن أبي ذر، ليس بينهما أبو الأسود".

قلت: هو حديث صحيح، أخرجه مسلم من طريق مهدي بن ميمون عن واصل به.

وله طرق أخرى عن أبي ذر:

أ - روى أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: قال أبو ذر: قال - كأنه يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن على كلِّ نفسٍ كلَّ يوم طلعت فيه الشمس صدقةً منه على نفسه"، قلت: يا رسول الله! من أين أتصدق، وليس لنا أموال؟ قال: "أوليس من أبواب الصدقة: التكبير، والحمد لله، وسبحان الله، وتستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق المسلمين والعظمَ والحجرَ، وتهدي الأعمى، [وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه]، وتدلُّ المستدِلَّ على حاجةٍ له قد علمتَ مكانها، [وتسعى بشدَّة ساقيك إلى اللهفان المستغيث]، وترفعُ بشدَّةِ ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعِك زوجتَك أجرٌ"، قلت: كيف يكون لي الأجر في شهوتي؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت لو كان لك ولدٌ فأدرك ورجوتَ خيرَه، ثم مات كنتَ تحتسبه؟ "، قال: نعم، قال: "فأنتَ خلقته؟ "، قال: بل اللهُ خلقه، قال: "فأنتَ هديته؟ "، قال: بل اللهُ هداه، قال: "فأنت كنت ترزقه؟ "، قال: بل اللهُ رزقه، قال: "كذلك فضعه في حلاله، وجنِّبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر".

أخرجه النسائي في الكبرى (٨/ ٢٠٤/ ٨٩٧٨)، وأحمد (٥/ ١٦٨)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٨١٧)، والبيهقي في الشعب (٧/ ٥١٤/ ١١١٧١)، وفي الآداب (٩٦)، [التحفة (٨/ ٤٥٥/ ١١٩٨٥)، الإتحاف (١٤/ ٢١٨/ ١٧٦٦١)، المسند المصنف (٢٧/ ٣٣٨/ ١٢٣٣٥)، [وانظر: علل الدارقطني (٦/ ٢٨٨/ ١١٤٦)].

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أنه منقطع، فإن رواية أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي ذر: مرسلة [راجع ترجمة ممطور وسماعه من عدد من الصحابة عند الحديث السابق برقم (١٢٧٧)، تحفة التحصيل (٣١٦)].

ب - وقد روى نحو هذا: الأعمش [وعنه: أبو معاوية، وسفيان الثوري، ويعلى بن عبيد، وأبو بدر شجاع بن الوليد]، وشعبة [وعنه: غندر محمد بن جعفر]:

عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: جاء أبو ذر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر؟ ... فذكره مطولًا مع بعض الاختلاف في ذكر الخصال، مثل: "رفعك العظم عن الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرثم صدقة، ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>