للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ثالثًا: قال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٩٤) في سرده لطرق هذا الحديث: "قال علي؛ [يعني: ابن المديني]: وروى هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن - وليس بابن أبي الحسن، هو شيخ كان يروي عنه قتادة، يقال له: الحسن بن عبد الرحمن - عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر، وقال موسى: نا أبان، وبكير بن أبي السميط، عن قتادة، عن نعيم بن همار، عن عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".

وهذا يعني: أن رواية هشام الدستوائي قد أفسدت رواية أبان، فإن هشامًا من أثبت الناس في قتادة، وهو مقدَّم في قتادة على أبان عند الاختلاف، وفي رواية هشام دلالة على عدم إدراك قتادة لنعيم بن همار [ولكني لم أقف على من روى هذا الحديث بإسناد هشام هذا، وإنما وجدت هشامًا الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام بن يحيى: قد رووا عن قتادة، عن قيس الجذامي، عن عقبة بن عامر الجهني؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعتق رقبة مؤمنة، فهي فداؤه من النار"، زاد همام بن يحيى، وهشام في روايةٍ: الحسنَ بين قتادة وقيس. أخرجه الطيالسي (٢/ ٣٤٨/ ١١٠٢)، وأحمد (٤/ ١٤٧ و ١٥٠)، وأبو يعلى (٣/ ٢٩٦/ ١٧٦٠)، والروياني (٢٤١)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤/ ٤٢٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٣٢ و ٣٣٣/ ٩١٨ - ٩٢٠)، والحاكم (٢/ ٢١١) (٣/ ٤١٧/ ٢٨٧٧ - ط. الميمان). الإتحاف (١٣٩٠٩)، المسند المصنف (٢٠/ ٤٠٨/ ٩٣٣٣)].

• رابعًا: قال البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٩٥): "الحسن بن عبد الرحمن: عن كثير بن مرة، روى عنه قتادة"، وقال أيضًا في التاريخ الكبير (٧/ ٢٠٨): "وروى قتادة عن الحسن بن عبد الرحمن عن كثير"؛ وهذا يعني: أن قتادة يروي عن كثير بن مرة بواسطة الحسن بن عبد الرحمن، فكيف يصح له سماع من نعيم بن همار أو إدراك، وبينه وبين نعيم اثنان؟! والحسن الشامي هذا: مجهول [الجرح والتعديل (٣/ ٢٤)، الثقات (٦/ ١٦٣)، الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٣٦٨)].

* قلت: والحاصل: فإن حديث نعيم بن همار هذا إنما يصح بأسانيد أهل الشام، ولا يثبت من حديث عقبة بن عامر.

قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٥٠٩): "اختلف في هذا الخبر اختلافًا كثيرًا كاختلافهم في اسم أبيه".

* قلت: أما اختلافهم في اسم أبيه: فالراجح منه قول من قال: نعيم بن همار.

قال الترمذي بعد الحديث رقم (٤٧٤) (٤٧٧ - ط. التأصيل): "واختلفوا في نعيم، فقال بعضهم: نعيم بن حمَّار، وقال بعضهم: ابن همَّار، ويقال: ابن هبَّار، ويقال: ابن همَّام، والصحيح: ابن همار، وأبو نعيم وهم فيه، فقال: ابن حمار وأخطأ فيه، ثم ترك، فقال: نعيم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أخبرني بذلك عبد بن حميد، عن أبي نعيم".

وقال يحيى بن معين: "اختلف الناس في نعيم بن همار [وفي المؤتلف: نعيم بن هبار] وخمار، وأهل الشام يقولون: همار، وهم أعلم به" [المؤتلف (٢/ ٧٤٣)، تاريخ

<<  <  ج: ص:  >  >>