للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٩١٨ و ١١٦٤)، وأخرج له أيضًا في المتابعات (٧٥٨ و ٧٨٣ و ١١٤٠ و ٢٠٤٠)، وقد يخالف أحيانًا من هو أوثق منه، ويخطئ، فلا يُطَّرح من حديثه إلا ما أخطأ فيه، ويحتج بما عدا ذلك.

وعليه: فإن أبا صخر حميد بن زياد المدني: صدوق، يحتج به، إذ الأصل في أحاديثه الاستقامة؛ كما قال ابن عدي، إلا ما انتُقِد عليه مما أنكره عليه الأئمة، أو مما تبين لنا فيه خطؤه، ولعل الذين ضعفوه نظروا إلى الأحاديث التي أنكروها عليه؛ فضعفوه بسببها، لذا فإنا نطَّرِح من روايته ما أنكره عليه الأئمة، ونقبل منه ونحتج به فيما سوى ذلك.

وهذا الحديث مما أنكره عليه ابن عدي، كذلك فإن تضعيف أحمد والنسائي له هو فيما روي عنه من طريق حاتم بن إسماعيل، وهذا منه.

• وعليه: فإن هذا الحديث: حديث منكر؛ فإنه لم يثبت عندنا في حديثٍ فضل صلاة الضحى بعد الشروق مباشرة، بل ورد إرشاد النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة إلى تأخيرها إلى وقت اشتداد حر الرمضاء، كما تقدم في حديث زيد بن أرقم عند مسلم، وكما ثبت عند مسلم أيضًا من حديث جابر بن سمرة [ويأتي برقم (١٢٩٤] أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس حسناء، ثم ينصرف ولا يصلي، والله أعلم.

ولا يقال بأن هذا الحديث على شرط مسلم؛ فإن مسلمًا انتقى من حديث أبي صخر حميد بن زياد ما ظهر له استقامته، وأعرض عما سوى ذلك، وكان هذا الحديث مما أعرض عنه مسلم، والله أعلم.

وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى لا تخلو من مقال، بل بعضها واهية، ولا تصلح لتقوية هذا الطريق؛ وقد أعرضت عن ذكرها لخلوها من موضع الشاهد في صلاة الضحى [أخرجها الترمذي (٣٥٠٩)، وقال: "حديث غريب". ومحمد بن عاصم الثقفي في جزئه (٣٥)، والبزار (١٦/ ١٨٩/ ٩٣١١) و (١٦/ ١٩٠/ ٩٣١٤)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٤/ ١٧٣/ ٢٧٢٠)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (١٧٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٦٦٩/ ٦٣٩٤)، [التحفة (١٠/ ٦٥/ ١٤١٧٥)، المسند المصنف (٣٣/ ٣٣٤/ ١٥٥٢٦)].

٩ - حديث عبد الله بن عمرو:

يرويه ابن لهيعة، وعبد الله بن وهب [وفي الإسناد إليه: شيخ الطبراني إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ولم أقف له على ترجمة]:

قالا: حدثني حيي بن عبد الله؛ أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريةً فغنموا، وأسرعوا الرجعة، فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على أقرب منه مغزىً، وأكثر غنيمةً، وأوشك رجعةً؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة

<<  <  ج: ص:  >  >>