للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الضحى [وفي رواية ابن وهب: لسبحة الصبح]، فهو أقرب مغزىً، وأكثر غنيمةً، وأوشك رجعةً".

أخرجه أحمد (٢/ ١٧٥)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٧٨/ ١٤٦٨٤)، [الإتحاف (٩/ ٥٦٩/ ١١٩٥٣)، المسند المصنف (١٧/ ٨٨/ ٧٩٧٠)].

قلت: هو حديث منكر؛ ابن لهيعة: ضعيف، ولم يتابعه ابن وهب على موضع الشاهد؛ إلا أن يكون تحرف، وحيي بن عبد الله المعافري: منكر الحديث فيما تفرد به، ولم يتابع عليه، وقد يحسن حديثه إذا توبع [انظر: التهذيب (١/ ٥١٠)، الميزان (١/ ٦٢٤)، سؤالات ابن محرز (١/ ٦٨)، الكامل (٢/ ٤٥٠) وقد ذكر ابن عدي أن عامة ما رواه ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله: مناكير، وقال أيضًا فيما رواه أحمد بن صالح، عن ابن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو: "وبهذا الإسناد: خمس وعشرون حديثًا، عامتها لا يتابع عليها وحيي المعافري قد قال فيه أحمد: "أحاديثه مناكير وقال البخاري: "فيه نظر وقال النسائي: "ليس بالقوي" [انظر الكلام عن هذا الإسناد مفصلًا: الشاهد الخامس تحت الحديث رقم (٤٤٧) (٥/ ٣٤٩/ ٤٤٧ - فضل الرحيم)، وتخريج الذكر والدعاء (١/ ٤٢٣/ ٢١٠)].

وهو هنا لم يتابع على قوله: "ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى"؛ إذ جعل الحامل له على الغدو إلى المسجد صلاة الضحى، وقد عد ذلك ابن عمر من البدع، فيما رواه منصور، عن مجاهد، قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم؟ فقال: بدعة. [أخرجه البخاري (١٧٧٥ و ١٧٧٦ و ٤٢٥٣ و ٤٢٥٤)، ومسلم (١٢٥٥)، وسيأتي ذكره في شواهد الحديث رقم (١٢٩٣)].

قال القاضي عياض في إكمال المعلم (٣/ ٥٤): "وقول ابن عمر: إنها بدعة، أي ملازمتها وإظهارها في المساجد، مما لم يكن بعد".

وقد سبق أن تكلمت على مسألة قصد المسجد لصلاة الضحى فيما تقدم عند حديث أبي أمامة مرفوعًا: "ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا يُنصِبُه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر ومما قلته هناك: أن صلاة الضحى لا تصلى في المسجد جماعة، بل ولا أعلم حديثًا صحيحًا في الحض على الخروج لصلاتها في المسجد فرادى، بل إن صلاة المرء للنافلة في بيته خير له من صلاتها في المسجد؛ لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" [أخرجه البخاري (٧٣١ و ٦١١٣ و ٧٢٩٠)، ومسلم (٧٨١)] [راجع: فضل الرحيم الودود (٦/ ٣٤٦/ ٥٥٨)]، والله أعلم.

١٠ - حديث أبي هريرة:

• رواه خالد بن عبد الله الواسطي الطحان [ثقة ثبت؛ إلا أنه قد تفرد به عنه: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وقد ترجم له البخاري في التاريخ بهذا الحديث،

<<  <  ج: ص:  >  >>