وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد رجاله ثقات، وحبيب بن أبي ثابت: إنما سمع من ابن عمر ثلاثة أحاديث فقط، وما عداها فلم يسمعها من ابن عمر [راجع: فضل الرحيم الودود (٦/ ٤٠٤/ ٥٦٧)]، ومنها هذا الحديث، والله أعلم.
• ورواه إسحاق بن إبراهيم الرازي [ختن سلمة بن الفضل: صدوق، قال أبو حاتم:"هو المقدَّم من أصحاب سلمة بن الفضل". الجرح والتعديل (٢/ ٢٠٨)، التعجيل (٣٤)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٣٠٨)]: ثنا سلمة بن الفضل الأنصاري [ثبت في ابن إسحاق، وفي غيره يخطئ ويخالف، وعنده غرائب ومناكير. التهذيب (٢/ ٧٦)]: ثنا محمد بن إسحاق [صدوق]، عن يزيد بن أبي حبيب [ثقة]، عن أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص، قال: سألت عبد الله بن عمر عن وتر الليل؟ فقال: يا بني! هل تعرف وتر النهار؟ قلت: نعم، المغرب، قال: صدقت، وتر الليل واحدة، بذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إن الناس يقولون: إن تلك البتيراء، قال: يا بني! ليس تلك البتيراء، إنما البتيراء أن يصلي الرجل الركعة التامة في ركوعها وسجودها وقيامها، ثم يقوم في الأخرى فلا يتم لها ركوعًا ولا سجودًا ولا قيامًا، فتلك البتيراء.
أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ٢٦)، وفي المعرفة (٢/ ٣١٣/ ١٣٨٨)، وفي الخلافيات (ق/٤٣٨)، بإسناد صحيح إلى إسحاق الرازي.
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص؛ فإني لم أقف له على ترجمة، والله أعلم.
• والحاصل: فإن حديث ابن عمر مرفوعًا: "صلاة المغرب وتر النهار، فأوتروا صلاة الليل": حديث صحيح؛ ثبت مرفوعًا من حديث ابن سيرين عن ابن عمر، وصح أيضًا من طرق عن ابن عمر موقوفًا عليه، والله أعلم.
٢٨ - وروى عمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت، وسليمان بن طرخان التيمي [وهم ثقات]، وليث بن أبي سليم [ضعيف]:
عن طاووس، عن ابن عمر؛ أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل، فقال:"مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بركعة".
وفي رواية حبيب [عند أحمد]، عن طاووس، قال: قال رجل لابن عمر: إن أبا هريرة يزعم أن الوتر ليس بحتم؟ قال: سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل؟ فقال:"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة".
أخرجه مسلم (٧٤٩/ ١٤٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٤٤/ ١٦٩٩)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٢٧/ ١٦٦٧)، وفي الكبرى (١/ ٤٣٨/٢٤٩) و (١/ ٤٧٧/٢٦٤)، وابن ماجه (١٣٢٠)، وابن خزيمة (٢/ ١٣٩/ ١٠٧٢)، وابن حبان (٦/ ٣٥١/ ٢٦٢٠)، وأحمد (٢/ ٣٠ و ١١٣ و ١٤١)، والشافعي في الأم (٧/ ١٨٦)، وفي المسند (٣٨٨)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٩/ ٤٦٧٩)(٣/ ٧/ ٤٧٣٠ - ط. التأصيل)، والحميدي (٦٤٢)، وابن أبي