مثل ذلك، فهذه ثلاث مائة، فإذا فرغت، فلو كانت ذنوبك مثل عدد نجوم السماء محاها الله، وإن كانت مثل رمل عالج، وإن كانت مثل زبد البحر، فإن استطعت فافعلها كل يوم مرة، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، فإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة ما دمت حيًا"، فقال: فرج الله عنك مثلما فرجت عني يا ابن أخي، فقد سويت ظهري.
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٣٠/ ١١٣٦٥)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب (١٩٧٤)، وابن حجر في أمالي الأذكار في صلاة التسبيح (٤١ - ٤٢)، وفي نتائج الأفكار (٥/ ١٦٦).
قال ابن حجر: "هذا حديث غريب، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، عن إبراهيم بن نائلة عن شيبان، ورواته ثقات، إلا الراوي عن عطاء فإنه متروك، وقد كذبه بعضهم".
قلت: هذا حديث باطل؛ تفرد به عن عطاء بن أبي رباح: نافع بن هرمز أبو هرمز؛ وهو: متروك، ذاهب الحديث، كذبه ابن معين، ورماه ابن حبان بالوضع [الميزان (٤/ ٢٤٣)، اللسان (٦/ ١٧٤)، المغني (٢/ ٤٥١)، المجروحين (٣/ ٥٧)].
وإبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون المديني النائلي، من أهل أصبهان، يعرف بابن نائلة، قال أبو الشيخ: "وكان عنده كتب النعمان عن محمد بن المغيرة، وحديث البصريين والأصبهانيين والكثير، ... ، وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه"، وقال السمعاني: "أحد الثقات" [طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٣٥٦)، تاريخ أصبهان (١/ ٢٣٠)، الأنساب (٥/ ٤٥٠)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٠٠)، توضيح المشتبه (١/ ١٥٢)].
ب - وروى محرز بن عون [صدوق]، قال: نا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: قال لي ابن عباس: يا أبا الجوزاء! ألا أخبرك، ألا أتحفك، ألا أعطيك؟ قلت: بلى، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فهذه واحدة، حتى يكمل خمس عشرة، ثم ركع فيقولها عشرًا، ثم رفع فيقولها عشرًا، ثم يسجد فيقولها عشرًا، ثم يرفع فيقولها عشرًا، ثم يسجد فيقولها عشرًا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرًا، فهذه خمسة وسبعون في كل ركعة، حتى يفرغ من أربع ركعات" قال: "من صلاهن غفر له كل ذنب صغيره وكبيره، قديم أو حديث، كان أو هو كائن".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٣/ ١٨٧/ ٢٨٧٩)، ومن طريقه: الخطيب في صلاة التسبيح (١١)، وابن حجر في أمالي الأذكار في صلاة التسبيح (٤٤ - ٤٥)، وفي نتائج الأفكار (٥/ ١٦٨).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز".
وقال ابن حجر: "كلهم ثقات؛ إلا يحيى بن عقبة؛ فإنه: متروك".
قلت: هو حديث منكر باطل؛ تفرد به عن محمد بن جحادة مرفوعًا: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وهو: منكر الحديث، متهم [اللسان (٨/ ٤٦٤)].