للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ج - خالفه فأوقفه: القاسم بن الحكم [العريني الهمَذاني: صدوق، في حديثه مناكير]: حدثنا أبو جناب، عن محمد بن جحادة، عن أبي الجوزاء، قال: جاورت ابن عباس اثنتي عشرة سنة، ما تركت آية من القرآن إلا سألته عنها، فقال ابن عباسٍ: ألا أحبوك؟ ألا أدلك؟ ألا أرفدك؟ ألا أعلمك ما إذا فعلته غفرت لك ذنوبك: سرها وعلانيتها، قديمها وحديثها، ما كان وما هو كائن؟ قلت: بلى! قال: فإذا قرأت السورة؛ فقل: لا إله إلا الله، والحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر؛ خمس عشرة، ثم اركع فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، ثم اسجد فقلها عشرًا، ثم ارفع فقلها عشرًا، في كل ركعة خمس وسبعون، وفي كل ركعتين خمسون ومئة، وفي كل أربع ثلاث مئة، فذلك في الحساب ألف ومئتان، وفي الحسنات اثنا عشر ألفًا.

أخرجه الدارقطني في التسبيح (٦٢ - الترجيح)، والخطيب في صلاة التسبيح (١٢).

قلت: هذه متابعة واهية، لا تسوي شيئًا؛ فإنه وإن خالفه فأوقفه؛ لكنه تابعه على أصله، فيبقى الحديث منكرًا باطلًا، لا يُعرف من حديث محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء، إذ الراوي عنه هنا: يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي، وهو: ضعيف، مشهور بالتدليس، وكان يدلس عن الثقات ما سمع من الضعفاء، فكثرت المناكير في حديثه [انظر: التهذيب (٤/ ٣٥٠)]، وأخاف أن يكون أخذه عن بعض الضعفاء، وقد رواه أبو جناب عن أبي الجوزاء مرة أخرى مباشرة بإسقاط ابن جحادة، وبجعله من مسند عبد الله بن عمرو مرفوعًا، ويأتي ذكره في الحديث الآتي، والله أعلم.

د - وروى هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي، قال: نا موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عبد القدوس بن حبيب، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا غلام ألا أحبوك؟ ألا أنحلك؟ ألا أعطيك؟ "، قال: قلت: بلى، بأبي وأمي أنت يا رسول الله! قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال، فقال: "أربع ركعات تصليهن، في كل يوم، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، فإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة: تكبر، فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرًا، ثم ترفع فتقولها عشرًا، ثم تسجد فتقولها عشرًا، ثم ترفع فتقولها عشرًا، ثم تسجد فتقولها عشرًا، ثم ترفع فتقولها عشرًا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك، فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل التسليم: اللهم إني أسألك توفيقَ أهلِ الهدى، وأعمالَ أهلِ اليقين، ومناصحةَ أهلِ التوبة، وعزمَ أهلِ الصبر، وجِدَّ أهل الحسبة، وطلبَ أهلِ الرغبة، وتعبدَ أهلِ الورع، وعرفانَ أهلِ العلم حتى أخافك، اللهم أسَألك مخافةً تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا أستحق به رضاك، وحتى أناصحكَ في التوبة خوفًا منك، وحتى أخلصَ لك النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكلَ عليك في الأمور حسنَ ظنٍّ بك، سبحان خالق النار، فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك: صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها".

<<  <  ج: ص:  >  >>