وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة، والله أعلم".
وهذا الحديث ليس مما يرويه ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ولا عن أبيه أبي سعيد، وهي الأحاديث التي اختلطت عليه من أحاديث أبي هريرة، وإنما هو عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، هكذا رواه جماعة من ثقات أصحاب ابن عجلان عنه، فهو من صحيح حديث ابن عجلان، والله أعلم.
* وروي عن أبي هريرة من وجه آخر بلفظ الأمر، وفي سنده ضعف واختلاف: أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٤٨/ ٤٧٣٩)، والدارقطني في العلل (٩/ ١٤/ ١٦١٥).
* وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري:
رواه هاشم بن مرثد، قال: ثنا محمد بن إسماعيل: حدثني أبي: حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل يستيقظ من الليل عَزّ وَجلّ امرأته، فإن غلبها النوم نضح في وجهها من الماء، فيقومان في بيتهما فيذكران الله عَزّ وَجلّ ساعة من الليل إلا غفر لهما".
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٩٥/ ٣٤٤٨).
وشريح بن عبيد: حمصي تابعي ثقة، لكن روايته عن أبي مالك الأشعري مرسلة، قال أبو حاتم: "شريح بن عبيد: عن أبي مالك الأشعري؛ مرسل " [المراسيل (٣٢٧)، تاريخ الإسلام (٢/ ٧٤٤ - ط .. الغرب)، إكمال مغلطاي (٦/ ٢٣٩). تحفة التحصيل (١٤٦)]، وضمضم بن زرعة الحمصي: قال ابن معين: "ثقة"، وقال أبو حاتم: "ضعيف"، وقال صاحب تاريخ الحمصيين: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، ونقل ابن خلفون عن ابن نمير توثيقه [العلل لابن أبي حاتم (٢٧٦٠)، تاريخ دمشق (٢٤/ ٤١٥)، إكمال مغلطاي (٧/ ٤٠)، التهذيب (٢/ ٢٣٠)]، ورواية إسماعيل عن أهل الشام مستقيمة، لكن الشأن في ابنه، فإن محمد بن إسماعيل بن عياش: تكلموا فيه وفي روايته عن أبيه، فقال أبو حاتم: "لم يسمع من أبيه شيئًا، حملوه على أن يحدث عنه فحدث"، وقال أبو زرعة الرازي: "كان لا يدري أمر الحديث"، وقال أبو داود: "لم يكن بذاك، قد رأيته، ودخلت حمص غير مرة وهو حي، وسألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه" [الجرح والتعديل (٧/ ١٩٠)، علل الحديث (٢/ ٣٧٤)، سؤالات الآجري (١٦٩١)، التهذيب (٣/ ٥١٤)]، وشيخ الطبراني: هاشم بن مرثد الطبراني، قال الخليلي: "ثقة؛ لكنه صاحب غرائب"، وقال ابن حبان: "ليس بشيء"، وقال الذهبي: "ما هو بذاك المجود" [الإرشاد (٢/ ٤٨٤)، تاريخ دمشق (٧٣/ ٣٤٢)، السير (١٣/ ٢٧٠)، تاريخ الإسلام (٦/ ٦٣٥ - ط .. الغرب)، ديوان الضعفاء (٤٤٤٥)، اللسان (٨/ ٣١٧)] [راجع: الحديث رقم (٦١) من أحاديث الذكر والدعاء (١/ ١١٩)].