ولفظ عبد الرزاق: إذا قام الرجل من الليل فأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
ورواه يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح:
عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، قالا: إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٧٣/ ٦٦١٣)، وعلقه الدارقطني في العلل (٩/ ٧٠/ ١٦٤٩).
قال أبو داود: "رواه ابن مهدي عن سفيان، قال: وأراه ذكر أبا هريرة".
° قلت: رواه علي بن المديني في الخامس من العلل (١٣٩)، قال: حدثنا يحيى بن سعيد: ثنا سفيان، قال: حدثني علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد- قال: وأحسبه عن أبي هريرة-، قال: إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كتبا ليلتئذ من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
قلت: قد كان يشك سفيان الثوري في ذكر أبي هريرة في إسناد هذا الحديث، لذا خلت رواية الجماعة عنه من ذكر أبي هريرة في الإسناد، لكنه لم يشك في رفعه، بل جزم بوقفه، وهو المحفوظ عنه بلا ريب.
• خالفهم؛ عمرو بن عبد الغفار [الفقيمي، وهو: متروك، منكر الحديث، متهم بالوضع، اللسان (٦/ ٢١٥)]، وعيسى بن جعفر الرازي [قاضى الري، وهو كوفي سكن الري: صدوق، الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٣)، الثقات (٨/ ٤٩٢)، تاريخ الإسلام (١٥/ ٣٣٤)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٤٤٥)]:
قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن علي بن الأقمر، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري [زاد عيسى بن جعفر: وأبي هريرة]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
أخرجه الدارقطني في العلل (٩/ ٧٠/ ١٦٤٩)، والحاكم (٢/ ٤١٦) (٤/ ٣٧٩/ ٣٦٠٣ - ط .. الميمان)، [الإتحاف (٥/ ١٦٧/ ٥١٢٧)، المسثد المصنف (٢٨/ ١٧٥/ ١٢٦٢٥)].
قال الحاكم: "لم يسنده أبو نعيم، ولم يذكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في الإسناد، وأسنده عيسى بن جعفر، وهو ثقة، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: رواية جماعة الثقات من أثبت أصحاب الثوري هي الصواب، وهذه الرواية وهم بلا ريب.
قال أبو داود: "وحديث سفيان: موقوف".
وقال الدارقطني بعد ذكر رواية الأشجعي الموقوفة: "وقال يحيى القطان، عن الثوري فيه: عن أبي سعيد وأبي هريرة، ووقفه، والموقوف الصحيح" [العلل ٤١/ ٣١٦ - ط .. الريان)].
وعليه يدل مسلك ابن المديني في العلل؛ أن الثوري قد رواه موقوفًا، والله أعلم.