للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عندي إسناد حسن، وذكر أبي مالك فيه مما يدل على صحته؛ لأن أبا مالك قد رواه، وإسناده أيضًا حسن" [ونقله عنه: ابن القيم في حادي الأرواح (٩٧)، وابن كثير في النهاية في الفتن (٢/ ٣٥٤)].

وجود إسناده أيضًا: ابن كثير في التفسير (٤/ ١٧٧ - ت. سامى السلامة).

قلت: فهو حديث صحيح، والله أعلم.

• وقد رواه ابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (٣٠٣)، بإسناد صحيح إلى: خالد بن يزيد [الجمحي المصري: ثقة]، عن سعيد بن أبي هلال [وهو: صدوق، مصري، نشأ بالمدينة]؛ أنه بلغه عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -، قال: إن في الجنة غرفاً يَرى مَن في باطنها مَن في ظاهرها، ومَن في ظاهرها مَن في باطنها، هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام.

وهذا موقوف بإسناد منقطع، لكن مثله لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، فله حكم الرفع، وهي متابعة صالحة للإسناد السابق، والله أعلم.

• فإذا انضاف إلى ذلك شاهده من حديث عبد الله بن عمرو زاده قوة، واطمأنت النفس إلى ثبوت حديث أبي مالك وصحته، والله أعلم.

ج- وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فقد رواه ابن لهيعة [ضعيف]: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، حدثه عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائماً والناس نيام".

أخرجه أحمد (٢/ ١٧٣)، والطبراني في مكارم الأخلاق (١٦٧) [ولم يعين فيه السائل]، [الإتحاف (٩/ ٥٧٠/ ١١٩٥٨)، المسند المصنف (١٧/ ٩١/ ٧٩٧٤)].

قلت: وقول ابن لهيعة في هذا الحديث: فقال أبو موسى الأشعري؛ وهمٌ، والصواب: أبو مالك الأشعري، كما قال ابن وهب.

• تابعه: ابن وهب [ثقة ثبت]: حدثني حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري: لمن يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قانتاً [وفي رواية: قائماً] والناس نيام".

أخرجه الحاكم (١/ ٨٠ و ٣٢١) (١/ ١٩١/ ٢٧٣ - ط. الميمان) و (٢/ ١٠٣/ ١٢١٥ - ط. الميمان)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٨٠/ ١٤٦٨٧)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٣٩١/ ٢٨٢٥)، وفي البعث والنشور (٨١٨)، [الإتحاف (٩/ ٥٧٠/ ١١٩٥٨)].

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعًا بحيي، وهو أبو عبد الرحمن المذحجي صاحب سليمان بن عبد الملك، ويقال: مولاه، ولم يخرجاه".

<<  <  ج: ص:  >  >>