وقال في الموضع الثاني:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلت: هو حديث حسن؛ حيي بن عبد الله المعافري: أخرج له الأربعة، ولم يخرج له الشيخان شيئًا، وهو: منكر الحديث فيما تفرد به، ولم يتابع عليه، وقد يحسن حديثه إذا توبع، وقد قال فيه أحمد:"أحاديثه مناكير"، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، ومن قواه مثل ابن معين وابن حبان وابن عدي فإنما نظر إلى أحاديثه التي وافق فيها الثقات فحسن القول فيه، وهذا منها [انظر: التهذيب (١/ ٥١٠)، الميزان (١/ ٦٢٤)، سؤالات ابن محرز (١/ ٦٨)، الكامل (٢/ ٤٥٠)] [وانظر الكلام عن هذا الإسناد مفصلاً: الشاهد الخامس تحت الحديث رقم (٤٤٧)(٥/ ٣٤٩/ ٤٤٧ - فضل الرحيم)، وتخريج الذكر والدعاء (١/ ٤٢٣/ ٢١٠)].
وهذا الحديث مما توبع عليه حيي في الجملة، ومما يدل على كونه حفظ الحديث؛ أنه ذكر فيه قرينةً تدل على ذلك، وهي أن السائل أبا مالك الأشعري هو راوي هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدم ذكره قبل قليل، والله أعلم.
قال الضياء المقدسي في صفة الجنة (٥٦): "هذا عندي إسناد حسن، وذكرُ أبي مالك فيه مما يدل على صحته؛ لأن أبا مالك قد رواه، وإسناده أيضًا حسن" [ونقله عنه: ابن القيم في حادي الأرواح (٩٧)، وابن كثير في النهاية في الفتن (٢/ ٣٥٤)].
وجوَّد إسناده أيضًا: ابن كثير في التفسير (٤/ ١٧٧ - ت. سامي السلامة).
• وقد روي من وجه آخر:
من حديث عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو به مرفوعًا: وقد تفرد بموضع الشاهد في صلاة الليل: عبد الحكيم بن منصور، وهو: متروك، كذبه ابن معين [أخرجه من هذا الوجه: ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (٨)].
• وقد رواه جماعة من الثقات من نفس الوجه بدون موضع الشاهد، وفيهم من روى عن عطاء قبل اختلاطه، مثل: زائدة بن قدامة، وهمام بن يحيى، وتابعهما: محمد بن فضيل، وأبو عوانة، وعبد الوارث بن سعيد، وجرير بن عبد الحميد، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وخالد بن عبد الله الواسطي:
رووه عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام؛ تدخلوا الجنان".
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٩٨١)، والترمذي (١٨٥٥)، وابن ماجه (٣٦٩٤)، والدارمي (٢٢٤٧ - ط. البشائر)، وابن حبان (٢/ ٢٤٢/ ٤٨٩) و (٢/ ٢٦١/ ٥٠٧)(٧٣٧ و ٨٩٤ - التقاسيم والأنواع)، وأحمد (٢/ ١٧٠ و ١٩٦)، وابن أبي شيبة (٥/ ٢٤٨/ ٢٥٧٣٩)، وعبد بن حميد (٣٥٥)، والبزار (٦/ ٣٨٣/ ٢٤٠٢)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٥٧٠/ ١٤٤٧٢) و (١٣/ ٥٧١/ ١٤٤٧٣)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٨٧)، [التحفة (٦/ ٢٦/ ٨٦٤١)، الإتحاف (٩/ ٤٦٠/ ١١٦٧٣)، المسند المصنف (١٧/ ٣٧٩/ ٨٢١٢)].