وهو حديث صحيح، إلا أنه أبهم اسم زينب، وصرح باسمها عبد العزيز بن صهيب، وهو: ثقة، متفق عليه، قدمه شعبة على قتادة، والقول قوله.
• ورواه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، وعفان بن مسلم، وعارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وإبراهيم بن الحجاج [وهم ثقات]: عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبلاً ممدوداً بين ساريتين، فقال:"لمن هذا؟ "، قالوا: لحمنة بنت جحش تصلي، فإذا عجزت تعلقت به، فقال:"لتصلي ما أطاقت، فإذا عجزت فلتقعد". مرسل.
أخرجه الحاكم (٤/ ٦١)(٨/ ٤٤٨/ ٧٠٧٩ - ط. الميمان)، وأحمد (٣/ ١٨٤ و ٢٥٦)، وأبو يعلى (٦/ ٤٤٤/ ٣٨٣١)، والخطيب في الأسماء المبهمة (٤١٠)، وفي المدرج (٢/ ٩٢٨)، [حاشية الإتحاف (١٩/ ١٩٥)، المسند المصنف (٢/ ٦٧/ ٦٠٢)].
قال الخطيب:"كذا رواه حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلاً، ورواه حماد أيضًا عن حميد عن أنس".
قلت: قد رووه عن حماد بالإسنادين جميعاً، منهم من فرقهما، مثل: ابن مهدي، وعفان، وعارم، فبدؤوا بإسناد ثابت المرسل فساقوه بتمامه، ثم أعقبوه بإسناد حميد المتصل، وأحالوا متنه على متن حديث ثابت، وقالوا: بمثله، ومنهم من قرن الإسنادين جميعًا على متن ثابت، مثل: أبي سلمة وإبراهيم، فقالا: حدثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحميد، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى حبلاً ممدوداً ... الحديث، وساقاه بمتن حديث ثابت.
قال الخطيب في المدرج بعد حديث أبي سلمة:"ربما ظن من لم ينعم النظر أن حمادًا روى هذا الحديث عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وحميد الطويل كليهما عن أنس بن مالك، وليس الأمر كذلك، وإنما رواه حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
ورواه حماد أيضًا عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد روى عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة هذا الحديث، فأفرد رواية ثابت عن رواية حميد، وفصل أحد الإسنادين من الآخر كذلك".
قلت: هذا ظاهرٌ من رواية ابن مهدي وعفان وعارم، لكن موضع الإشكال؛ أن ظاهر عبارة:"بمثله" التي قيلت بعد رواية حميد، تدل بظاهرها أن حميداً جعل هذه القصة لحمنة بنت جحش، وإنما هي لأختها زينب، وقد رواها جماعة من الثقات عن حميد فأبهموا صاحبة القصة، فقالوا: فلانة تصلي من الليل، ولعل الوهم في ذلك إنما هو من حماد بن سلمة حيث جمع بين شيوخه، وحمل حديث بعضهم على بعض، وكان حماد يقع منه ذلك، قال ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٨١٦): "إن الرجل إذا جمع بين حديث جماعة، وساق الحديث سياقةً واحدةً، فالظاهر أن لفظهم لم يتفق، فلا يقبل هذا الجمع إلا من