للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حذيفة، ... فذكر الحديث بطوله في غزوة الأحزاب، فلم يذكر موضع الشاهد، وحديث عكرمة قد انفرد فيه راويه بما لم يتابع عليه.

والذي يظهر لي: أن عكرمة بن عمار لم يضبط إسناد هذا الحديث، ولا متنه، فقد اختلف الرواة عنه في اسم شيخه، وقد رواه مرة مختصرًا، ومرة مطولًا، وقد وجدت له حديثًا آخر موقوفًا على حذيفة، قد رواه بهذا الإسناد لكنه غاير في اسم شيخه أيضًا:

* رواه عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة، حافظ إمام]، قال: حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، عن حميد أبي عبد الله الفلسطيني، قال: حَدَّثَنِي عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عُرى الإسلام عروة عروة، وليصلين النساء وهنَّ حُيَّض، ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقهم، ولا يُخطَأُ بكم، حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة، تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: ١١٤]، لا تصلوا إِلَّا ثلاثًا، وتقول الأخرى: إنا لمؤمنون بالله كإيمان الملائكة، ما فينا كافر ولا منافق، حق على الله أن يحشرهما مع الدجال. موقوف.

أخرجه الدولابي في الكنى (٢/ ٨١٤/ ١٤٢٠)، وأبو جعفر ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٦٧٢/ ١٠٠٦ - مسند ابن عباس) [ووقع عنده: أخو حذيفة]، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٩٠١/ ١٢٦٠) [ووقع عنده: أخو حذيفة]، والحاكم (٤/ ٤٦٩) (١٠/ ٢٨٨/ ٨٦٥٤ - ط. الميمان)، [الإتحاف (٤/ ٢٤٢/ ٤١٨٩)].

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

* ثم رواه وكيع بن الجراح [وهو: ثقة حافظ]، عن عكرمة بن عمار، عن أبي عبد الله الفلسطيني، عن عبد العزيز ابن أخٍ لحذيفة، قال: سمعته من حذيفة منذ خمس وأربعين سنة، قال: قال حذيفة: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.

أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ١٤٠/ ٣٤٨٠٨)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (١/ ١٢٨١، وأحمد في الزهد (١٠٠٣) [لكن وقع عنده: عن عبد العزيز أخي حذيفة].

قلت: رواية ابن أبي شيبة عن وكيع أشبه بالصواب؛ لأن ابن الأخ هو الأليق به أن يقول هذه العبارة: سمعته من حذيفة منذ خمس وأربعين سنة، واللّه أعلم.

* ثم رواه عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي [ثقة]، قال: ثنا عكرمة، عن أبي عبد الله الفلسطيني، قال: حَدَّثَنِي عبد العزيز أخو حذيفة، عن حذيفة بن اليمان، قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ... فذكره بنحوه مطولًا.

أخرجه أبو بكر الخلال في السُّنَّة (٤/ ١١٢/ ١٢٩٢)، وابن بطة في الإبانة (١/ ١٧٤/ ٨) و (٢/ ٥٧١/ ٧١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>