* ورواه أيضًا: عبد الصمد بن عبد الوارث [ثقة]، قال: ثنا عكرمة بن عمار اليمامي، قال: ثنا حميد أبو عبد الله، قال: حَدَّثَنِي عبد العزيز أخو حذيفة؛ أن حذيفة قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، ... فذكر مثل معناه؛ إِلَّا أنه ذكر: ليصلين النساء وهن حيض.
أخرجه أبو بكر الخلال في السنَّة (٤/ ١١٣/ ١٢٩٣).
وبهذا الجمع؛ يظهر جليًّا أن عكرمة بن عمار قد اضطرب في إسناد هذا الحديث ومتنه، وأنه لم يكن يضبط اسم شيخه، فمرة يقول: عن محمد بن عبد اللّه الدؤلي، ومرة يقول: عن محمد بن عبيد أبي قدامة، ومرة يقول: عن حميد أبي عبد الله الفلسطيني، وهم رجل واحد؛ اضطرب في اسمه عكرمة.
وعكرمة بن عمار: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب كثير، وقد قال عنه الإمام أحمد مرة:"مضطرب الحديث عن غير إياس بن سلمة" [التهذيب (٣/ ١٣٣)]، وقد تقدمت له أحاديث وقع منه الاضطراب أو الوهم فيها، وبعضها عن غير يحيى بن أبي كثير، مثل عبد الله بن بدر اليمامي، وعمرو بن سعد، انظر مثلًا: ما تقدم برقم (١٥)(١/ ٤٨ - فضل الرحيم)، والحديث رقم (٩٧)(١/ ٤٠٠ - فضل الرحيم)، والشاهد الرابع من شواهد الحديث رقم (٨٢١)(٩/ ١٣٩ - فضل الرحيم)، والشاهد الأول من شواهد الحديث رقم (٨٥٥)(٩/ ٣٨٩ - فضل الرحيم).
* قال ابن حبان في ثقات التابعين (٥/ ١٢٤): "عبد العزيز بن اليمان؛ أخو حذيفة بن اليمان: يروي عن حذيفة، ولا صحبة له" [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ١٠)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٩٩)، معرفة الثقات (١٠١٩)، الآداب الشرعية (١/ ١٦٩)، التهذيب (٢/ ٥٩٨)].
وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٨٨١): "عبد العزيز بن اليمان أخو حذيفة، ذكره بعض المتأخرين [يعني: في الصحابة]، وهو وهم، وصوابه: عبد العزيز ابن أخي حذيفة بن اليمان".
واعتمده ابن حجر، حيث قال في الإصابة (٥/ ٢٤٩): "وهو تابعي، ... ، وأما الحديث الذي فيه: عبد العزيز ابن أخي حذيفة، ولم يُسمَّ فيه أبوه: فهو المعتمد".
قلت: وهو الصواب، وعبد العزيز ابن أخي حذيفة: لا يُعرف [كما قال الذهبي في الميزان (٢/ ٦٣٩)]، ووهم من عده في الصحابة. وشيخ عكرمة هو: محمد بن عبيد أبو قدامة الحنفي: وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه: قتادة، وحميد الطويل، ويونس بن عبيد، وابن أبي فديك، وعكرمة بن عمار [التاريخ الكبير (١/ ١٧٢)، كنى مسلم (٢٧٨٨)، الجرح والتعديل (٨/ ٩)، الثقات (٥/ ٣٨٥)، معرفة الثقات (١٦٢٦)، الكنى للدولابي (٣/ ٩٢٧)، التعجيل (٢/ ٥٢٩/ ١٣٧٣)، التهذيب (٣/ ٦١٣)].
والحاصل: فإن هذا الحديث ضعيف، لجهالة تابعيه، واضطراب عكرمة فيه، فلم