للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحارث الفزاري: ثقة حافظ]، عن هارون [هو: ابن رئاب، وهو: ثقة]، عن عبيد بن عمير، أو: عن ابنه عنه، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده وأهريق دمه"، قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت"، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل"، قيل: أرأيت قوماً هلكوا في الجاهلية قبل الإسلام كانوا يطعمون الطعام ويفعلون كذا وكذا؟ قال: "كانوا يفعلون ولا يقولون: اللَّهُمَّ اغفر لنا يوم الدين".

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٣٨ - بغية الباحث).

وهذا إسناد صحيح إلى هارون بن رئاب؛ إلا أن عبيد بن عمير قد مات قبل ابن عمر؛ قاله ابن جريج، وعليه: فإن هارون بن رئاب لم يدركه، وبين وفاة عبيد بن عمير على قولٍ، وبين وفاة أنس بن مالك ما يزيد على عشرين سنة، وهارون: لم يسمع من أنس على الصحيح [انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٢١٩)، الجرح والتعديل (٩/ ٨٩)، الثقات (٥/ ٥٠٨) و (٧/ ٥٧٨)]، وقد قال البخاري في الأوسط (١/ ٣١٨/ ١٥٣٢): "ومات هارون بن رئاب الأسدي البصري قبل محمد بن واسع"، وابن والمعكانت وفاته سنة (١٢٣)، وعليه: فيكون قد أدرك عبد الله بن عبيد بن عمير، ولم يدرك أباه، والله أعلم.

• وروي من وجه آخر، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، عن عبيد بن عمير، مرسلًا، في جهد المقل.

أخرجه ابن بشران في الأمالي (١١٢١).

ولا يثبت عن زياد بن سعد، تفرد به عنه: زمعة بن صالح، وهو: ضعيف، والإسناد إليه غريب.

• وانظر فيمن قلب إسناده، وجوده، فجعل مالك بن أنس مكان زمعة بن صالح: ما أخرجه قاضي المارستان في مشيخته (٣٥)، وأبو طاهر السلفي في السادس عشر من المشيخة البغدادية (٢٤) (١٣٩٤ - مشيخة المحدثين البغدادية).

وهذا باطل من حديث مالك؛ المتهم به هو: أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث السجستاني، وهو: منكر الحديث، اتهمه ابن حبان [اللسان (١/ ٥٨٨)].

و - ورواه سوبد أبو حاتم، وأبو بدر الحلبي:

عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده، قال: بينما أنا قاعد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال: "إطعام الطعام، ولين الكلام"، قال: يا رسول الله! ما الإيمان؟ قال: "السماحة، والصبر"، قال: يا رسول الله! أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قال: يا رسول الله! أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقًا"، [قال: يا رسول الله! أي القتل أشرف؟ قال: "من أريق دمه، وعقر جواده" قال: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: "الذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله"، قال: يا رسول الله! فأي الصدقة أفضل؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>