للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جابر بن عبد الله، قال: قيل: يا رسول الله! أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قيل: فأي الإيمان أفضل؟ قال: "الصبر والسماحة"، قيل: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقًا"، قيل: فأي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت"، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل"، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "أن تهجر ما حرم الله عليك".

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٦٧/ ٣٠٣٩٣) (١٧/ ٤١/ ٣٢٤١١ - ط. الشثري)، وفي المسند (١٢/ ٢٩٨/ ٢٨٧٥ - مطالب)، وفي الإيمان (٤٣)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٦٤٧)، والبيهقي في الشعب (١٤/ ٧٠/ ٩٢٦٠)، [المسند المصنف (٦/ ٣٠٦٨/١٩٤)].

قلت: هشام بن حسان: بصري ثقة، من أصحاب ابن سيرين، وتكلموا في أحاديثه عن الحسن البصري، يقولون: أخذها عن حوشب، وهو: ابن عقيل، وهو: ثقة [انظر: التهذيب (٤/ ٢٦٨)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٦)].

والحسن البصري لم يسمع هذا الحديث من جابر، كما جزم جماعة من الأئمة بعدم سماعه من جابر مطلقًا، مثل: بهز بن أسد، وابن المديني، وأبي زرعة، والدارقطني، وقال أبو حاتم: "إنما الحسن عن جابر: كتاب" [المراسيل (١١٢ - ١١٥)، تحفة التحصيل (٧٦) قلت: هو كتاب سليمان بن قيس اليشكري، ويأتي بيان ذلك.

• وروى ابن عليه، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكمل المؤمنين إيمانًأ أحسنهم خلقًا".

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٧١/ ٣٠٤٣٥)، وفي الأيمان (١٢٥)، وأبو بكر الخلال في السُّنَّة (٤/ ٧٩/ ١٢٠٤)، وابن بطة فى الإبانة (٢/ ٦٥٦/ ٨٤٢).

وهذا من أصح الأسانيد عن الحسن البصري، إسماعيل ابن عليه: بصري، ثقة ثبت، قال أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، ويونس بن عبيد: بصري، ثقة ثبت، وهو: أثبت أصحاب الحسن البصري.

والوجهان عندي صحيحان، إذ يحتمل كون الحسن روى هذا الطرف وحده مرسلًا، وروى الحديث بتمامه من كتاب سليمان بن قيس اليشكري عن جابر، أو أنه نشط مرة فرواه كما أخذه من كتاب اليشكري، وقصر به مرة فأرسله، والله أعلم.

قال عفان بن مسلم: "قال لي همام بن يحيى: قدمت أمُّ سليمان اليشكري بكتاب سليمان، فقري على ثابت، وقتادة، وأبي بشر، والحسن، ومطرف، فرووها كلها، وأما ثابت فروى منها حديثًا واحدًا".

وقال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: قال سليمان التيمي: "ذهبوا بصحيفة جابر بن عبد الله إلى الحسن البصري فرواها، وذهبوا بها إلى قتادة فرواها، وأتوني بها فلم أروها"، قلت ليحيى: سمعته من التيمي؟ فقال برأسه؛ أي: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>