رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مثل بلال كمثل نحلة غدت تأكل من الحلو والمر، ثم هو حلو كله".
أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٦٤/ ١٧٩)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠/ ٤٦٤ - ٤٦٥).
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: يحيى بن أيوب".
• خالفهما فأتى بإسناده على الصواب: محمد بن سهل بن عسكر [ثقة]: ثنا ابن أبي مريم [ثقة ثبت]: حدثثا يحيى بن أيوب [الغافقي المصري: ليس به بأس، كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه]: حدثني عبد الله بن سليمان [هو: ابن زرعة الحميري الطويل المصري: صدوق]، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد،
أو: عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل بلال كمثل نحلة تأكل من الحلو والمر، ثم تمسي حلوًا كله".
أخرجه أبو الشيخ في أمثال الحديث (٣٥٩).
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الرحمن بن حجيرة: مصري ثقة، لا يُعرف له سماع من أبي هريرة [انظر: التاريخ الكبير (٥/ ٢٧٦)]، وما وجد له من سماع عند الحاكم في المستدرك (١/ ٢٢) فلا يثبت؛ فإن راويه عبد الله بن الوليد بن قيس المصري: ضعيف، وكذا ما وقع عند أبي نعيم في صفة الجنة (١١٨)، فإن إسناده غريب جدًّا.
وقال أبو داود في دراج: "أحاديثه مستقيمة؛ إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد"، وهي رواية عن أحمد في تضعيف ما رواه دراج بهذه السلسلة، وذهب ابن عدي إلى أن الذي يُنكر على دراج عن أبي الهيثم إنما هو خمسة أحاديث فقط، وما عداها فلا بأس به.
وقال أبو داود في سؤالاته (٢٥٩): "سمعت أحمد سئل عن دراج أبي السمح؟ قال: هذا روى مناكير كثيرة، وفي حديثٍ في إسناده دراج: الشأن في دراج".
وقد أنكر أبو حاتم في العلل (١/ ٣٩٤/ ١١٨١) حديثًا لدراج عن ابن حجيرة.
وقد فصلت الكلام في سلسلة دراج عن أبي الهيثم في تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (٣٢)، وتكلمت أيضًا على ترجمة دراج أبي السمح عند الحديث السابق في السنن برقم (٩٠١).
ومما قلت في الموضع الأخير: فإن ما رواه دراج مما توبع على أصله، فهو مقبول، وحديثه حسن، وما انفرد به مما لم يتابع عليه فهو منكر مردود، وهذا منه، والله أعلم.
* وروي أيضًا من حديث علي بن أبي طالب:
يرويه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن]، وعيسى بن يونس [ثقة مأمون]:
عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: كان أبو بكر يخافت [بصوته] إذا قرأ، وكان عمر يجهر بقراءته، وكان عمار [إذا قرأ] يأخذ من