° قلت: وهذه رواية شاذة عن أبي إسحاق السبيعي، والمحفوظ ما رواه:
النضر بن شميل [ثقة ثبت]، وعبيد الله بن موسى [ثقة]:
عن إسرائيل [هو: ابن يونس بن أبي إسحاق، وهو أثبت الناس في جده أبي إسحاق على قولٍ]: ثنا أبو إسحاق، عن زيد بن يثيع، قال: كان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا قرأ خافت صوته، وكان عمر - رضي الله عنه - إذا قرأ رفع صوته، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لأبي بكر - رضي الله عنه -: "ما أردت؟ "، قال: إني أسمع من أناجي، قال:"صدقت"، وقال لعمر - رضي الله عنه -: "ما أردت؟ "، قال: أطرد شيطانًا، وأوقظ الوسنان، قال:"صدقت".
أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ١٥١/ ٣٠٢٦١)، وابن نصر في قيام الليل (١٣٣ - مختصره)[واللفظ له].
قلت: زكريا بن أبي زائدة وإن كان ثقة، إلا أنه سمع من أبي إسحاق بأخرة، وأبو إسحاق كان قد تغير، وإسرائيل أثبت في جده من زكريا؛ بل قدمه بعضهم على شعبة وسفيان، والله أعلم.
° وعلى هذا: فالصواب: هو المرسل؛ وزيد بن يثيع: لم يرو عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، قال ابن سعد:"كان قليل الحديثا، وقال البخاري: "سمع عليًا، سمع منه أبو إسحاق"، وذكره مسلم فيمن تفرد بالرواية عنهم أبو إسحاق السبيعي، وقال العجلي: "كوفي تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "فيه جهالة"، وكان شعبة يخطئ فيه فيقول: "زيد بن أثيل"، قال ذلك ابن معين ومسلم والترمذي [الطبقات الكبرى (٦/ ٢٢٢)، تاريخ ابن معين رواية الدوري (٤/ ٣٣١/ ٤٦٤٨)، سؤالات ابن الجنيد (٤٢٠)، التاريخ الكبير (٣/ ٤٠٨) المنفردات والوحدان (٣٦٩)، معرفة الثقات (٥٣٥)، جامع الترمذي (٨٧٢ و ٣٠٩٢)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٧٣)، الثقات (٤/ ٢٥١)، المؤتلف للدارقطني (١/ ٢٩٦)، الميزان (٢/ ١٠٧) و (٤/ ٤٤١)، اللسان (٨/ ٥٠٨)، التهذيب (١/ ٦٧٢)].
* وقد رويت هذه القصة من مراسيل سعيد بن المسيب، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وعمر مولى غُفرة:
أ - فقد روى معمر بن راشد، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل [وهم ثقات]:
عن عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن المسيب؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[مر بأبي بكر وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، فـ]، قال لأبي بكر: "مررت بك يا أبا بكر وأنت تخافت بقراءتك"، قال: إني أسمع من أناجي، قال: "ومررت بك يا عمر وأنت تجهر بقراءتك"، قال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخفض شيئًا"، قال: "ومررت بك يا بلال وأنت تقرأ هذه السورة ومن هذه السورة"، قال: إني يا رسول الله أخلط الطيب بالطيب، فقال: "اقرأ السورة على نحوها". لفظ معمر، وما بين المعقوفين للقطان وابن عيينة.