أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٩٥/ ٤٢٠٩) و (٢/ ٤٩٦/ ١٤٢١٠، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٢٥٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨٨١٨/٢٦٤) و (٦/ ١٥١/ ٣٠٢٥٩).
وهذا مرسل بإسناد لا بأس به، عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي المدني: صدوق، إلا أنه كان سيئ الحفظ، ولم يحتج به مسلم، وإنما روى له حديثًا واحدًا في القنوت متابعة [صحيح مسلم (٦٧٩)، التهذيب (٢/ ٥٠١)].
ب - ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ]، ومؤمل بن هشام اليشكري [ختن ابن عليه، مكثر عنه: ثقة].
عن ابن عليه [ثقة ثبت]، عن سلمة بن علقمة [ثقة حافظ، من أثبت أصحاب ابن سيرين. شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٩)]، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته، وأن عمر كان يرفع صوته، قال: فقيل لأبي بكر: "لم تصنع هذا؟ " فقال: أناجي ربي، وقد علم حاجتي، قيل:"أحسنت"، وقيل لعمر:"لم تصنع هذا؟ "قال: أطرد الشيطان، وأوقظ الوسنان، قيل:"أحسنت"، فلما نزلت {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)} [الإسراء: ١١٠]، قيل لأبي بكر:"ارفع شيئًا"، وقيل لعمر:"اخفض شيئا".
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (١/ ٥٨٦/ ٢٦١)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٥/ ١٣٢).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
• وروى أحمد بن عبد الجبار [ضعيف]: حدثنا ابن فضيل، عن أشعث، عن محمد بن سيرين، في قوله:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}[الإسراء: ١١٠]؛ قال: كان أبو بكر يخافت بصوته، فيقول: أناجي ربي، وكان يرفع صوته عمر، ويقول: أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان، حتى نزلت هذه الآية؛ فأمر أبو بكر فرفع صوته شيئًا، وأمر عمر فخافت من صوته.
أخرجه البيهقي في الشعب (٥/ ٦٧/ ٢٣٧٤).
وهذا مرسل بإسناد ضعيف؛ أشعث هو: ابن سوار، وهو: ضعيف.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٤٣): "روي هذا عن ابن سيرين من وجوه صحاح".
° وقد صح في تفسير هذه الآية وسبب نزولها غير ذلك:
• فقد روى أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله - عز وجل -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}[الإسراء: ١١٠]، قال: نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوارٍ [وفي رواية: مختفٍ] بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} فيسمع المشركون قراءتك، [وفي رواية: فيسبوا القرآن]، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}