للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أصحابك: أسمعهم القرآن، ولا تجهر ذلك الجهر، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠) يقول: بين الجهر والمخافتة. أخرجه البخاري (٤٧٢٢ و ٧٤٩٠ و ٧٥٢٥ و ٧٥٤٧). ومسلم (٤٤٦)، وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٨/ ٥٠٨/ ٧٨٧).

• وروى سفيان الثوري، وابن المبارك، وزائدة بن قدامة، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعيسى بن يونس، ومالك بن سُعير بن الخِمس، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم، ويونس بن بكير، وسلام بن أبي مطيع، ومحمد بن فضيل أوهم خمسة عشر رجلًا من الثقات، وفيهم أئمة الحفاظ ومتقنوهم]:

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [في قوله - عز وجل -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}، قالت: نزلت في الدعاء.

أخرجه البخاري (٤٧٢٣ و ٦٣٢٧ و ٧٥٢٦)، ومسلم (٤٤٧)، وتقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٠/ ٣٣٧/ ٩٦٩).

فأين عائشة - رضي الله عنها - عن نزول هذه الآية في شأن أبيها - رضي الله عنه -؟ أو أنها لما نزلت أمر أبوها برفع صوته في صلاة الليل قليلًا؟ ثم لم تعلم بذلك عائشة! والله أعلم.

° وهذان الحديثان المتصلان المتفق عليهما يضعفان عندي مرسل ابن سيرين، والله أعلم.

ج - وروى عبد الرزاق في مصنفه (٢/ ٤٩٨/ ٤٢١٨)، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استمع ليلةً أبا بكر فإذا هو يخافت بالقراءة في صلاته، واستمع عمر فإذا هو يرفع صوته، واستمع بلالًا فإذا هو يأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة، فقال: "استمعت إليك يا أبا بكر؛ فإذا أنت تخفض صوتك"، قال: أخفض أنتجي ربي، قال: "واستمعت إليك يا عمر؛ فماذا أنت ترفع صوتك"، قال: أنفر الشيطان، وأوقظ النائم، قال: "واستمعت إليك يا بلال؛ وإذا أنت تأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة"، قال: أجمع الطيب بالطيب، أخلط بعضه إلى بعض، قال: "كل هذا حسن".

وهذا مرسل، ومراسيل عطاء من أضعف المراسيل، فإنه كان يأخذ عن كل ضرب، قال ابن المديني: "مرسلات مجاهد: أحب إليَّ من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب" [المراسيل (٤)].

د - وروى حجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت]، عن ليث بن سعد، عن عمر مولى غفرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مر بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك، إلا أنه قال لبلال: "إذا قرأت السورة فأنفدها".

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٢٥٣).

قلت: عمر بن عبد الله المدني مولى غُفرة: ليس بالقوي، كثير الإرسال، قال ابن معين: "لم يسمع من صحابي"، فهو مرسل شبه الريح [التهذيب (٣/ ٢٣٨)، [تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (١٠٥٢)، الشاهد رقم (٧)].

<<  <  ج: ص:  >  >>