للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاورت في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بني بياضة من الأنصار، فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا.

• ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني بياضة من الأنصار؛ أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

° والحاصل: فإن هذا الحديث قد رواه عن البياضي: عطاء بن يسار [وهو: مدني، تابعي، ثقة، من الثانية]، وأبو حازم التمار الغفاري [وهو: ثقة. التهذيب (٤/ ٥٠٧) رواه عنهما: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي [وهو: مدني، ثقة]، ورواه عنه: جمع من الثقات؛ فهو حديث صحيح:

قد أودعه مالك في موطئه، ومالكٌ، وما أدراك ما مالك؟! فإن شأن مالك في الاحتياط في الحديث معلوم مشهور، قال الشافعي: "إذا جاء الحديث عن مالك فشُدَّ به يدك"، وقال أيضًا: "كان مالك إذا شكَّ في بعض الحديث طرحه كله"، وقال ابن عيينة: "كان مالك لا يُبلِّغ من الحديث إلا صحيحًا، ولا يحدث إلا عن ثقة"، وقال أبو حاتم لابن معين: "مالك قلَّ حديثه؟ فقال: بكثرة تمييزه"، وقال أبو حاتم: "ومالك: نقيُّ الرجال، نقيُّ الحديث، وهو أنقى حديثًا من الثوري والأوزاعي"، وقال ابن حبان: "ولم يكن يروي إلا ما صح"، والنقل في هذا يطول لكني اكتفيت بالإشارة، وقد كان مالك يترك بعض حديثه توقيًا، لا سيما إذا لم يكن عليه العمل، وكان شديد الانتقاء لما صح من الحديث، ولا يحدث إلا بما صح عنده، حتى قال ابن عبد البر في التمهيد: "وبلاغاته إذا تفقِّدت لم توجد إلا صحاحًا، لذا فقد ترك حديثًا كثيرًا مما سمعه من مشايخه لم يحدث به لأسباب عديدة [الجرح والتعديل (١/ ١٤)، الثقات (٧/ ٤٥٩)، الكامل (١/ ٩١)، الحلية (٦/ ٣٢١)، التمهيد (١/ ٧٤) و (١٣/ ١٨٨)، ترتيب المدارك (١/ ٧٣ - ٧٥)، السير (٨/ ٧٣)]، وقد سبق الكلام عن ذلك في مواضع من فضل الرحيم الودود.

وقد سبق هنا بيان أن أبا حاتم الرازي قد اعتد برواية مالك في رد رواية أبي بكر بن عياش التي أخطأ فيها، كما أثبت رواية ابن الهاد بالوجهين، عن أبي حازم وعن عطاء.

وقال ابن عبد البر: "حديث البياضي: ثابت صحيح".

وقال ابن العربي في المسالك شرح الموطأ (٢/ ٣٦٠): "والحديث صحيح".

• ورواه عبد ربه بن سعيد [مدني ثقة، وعنه: شعبة]، قال: سمعت محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن رجل من بني بياضة من الأنصار؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر من رمضان، وقال: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه، فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن".

أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٨٧/ ٣٣٤٩)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (١٥٧٥)، [التحفة (١٠/ ٦١٥/ ١٥٦٩٢)، المسند المصنف (٣٥/ ٣٩٨/ ١٧١٨٤)].

قلت: قد اضطرب في إسناده عبد ربه بن سعيد، ولم يضبطه، فرواه مرة عن محمد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>