قال الحافظ أبو علي محمد بن سعيد القشيري في كتابه تاريخ الرقة (٢١٤ - ٢١٧): "حدثنا عبد الملك الميموني: ثنا ابن حنبل: ثنا إبراهيم بن خالد: ثنا صدقة، عن المغيرة بن حكيم الصنعاني؟ قال: نعم.
قال: نا رباح، عن معمر، عن صدقة. قلت: عن صدقة بن يسار؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: هو من أهل الرقة، وروى عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف، وخطب الناس، فقال: "إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنما يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقراءة في الصلاة".
سمعت الميموني يقول: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يستحسن حديث صدقة بن يسار: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف وخطب الناس، فقال: "إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة، فإنما يناجي ربه.
وقال ... يقول في رفع الصوت بالقراءة، من أن يخلط على الناس.
وقال: صدقة بن يسار من أهل الرقة" [ونقل بعضه عن الميموني: المزي في تهذيب الكمال (١٣/ ١٥٧)].
وقال البرقاني في سؤالاته (٢٢٥): "قلت للدارقطني: معمر، عن صدقة، عن ابن عمر؟ قال: هو ابن يسار: ثقة، مكي".
قلت: هو حديث صحيح؛ صدقة بن يسار: رقي، سكن مكة، وهو: ثقة، سمع ابن عمر [انظر: صحيح مسلم (٥٠٦)، فضل الرحيم الودود (٧/ ٥٩٠/ ٧٠٠)].
٣ - حديث جابر بن عبد الله:
رواه محمد بن بكار [هو: ابن الريان البغدادي الرصافي: ثقة]: ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي [كوفي، ثقة]: ثنا محمد بن يعقوب، عن أبي النضر، عن جابر بن عبد الله، قالى: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة من رمضان، والناس يصلون، فقال: "لا يجهر بعضكم على بعض؛ فإن ذلك يؤذي المصلى".
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٢٣١ - بغية الباحث). وأبو بكر الآجري في مسألة الطائفين (٣)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢٧/ ٢٣٦٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ١٦٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠ - ط. الغرب)، وغيرهم.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم أبي النضر إلا محمد بن يعقوب، تفرد به عنبسة".
قلت: هو منكر من حديث جابر؛ تفرد به عن سالم أبي النضر: محمد بن يعقوب اليمامي، وله مناكير، قال ابن عدي: "بعض أحاديثه فيه إنكار، وليس حديثه إلا القليل" [التاريخ الكبير (١/ ٢٦٦)، الجرح والتعديل (٨/ ١٢١)، الثقات (٩/ ٤٦ و ٦٢)، الكامل (٦/ ١٦٦) (٩/ ١٦١ - ط. الرشد)، الميزان (٤/ ٧٠)، اللسان (٧/ ٥٩٣)].
وسالم بن أبي أمية أبو النضر المدني: روى عنه جمع من الثقات والأئمة، ولم يتابع