للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحيح]، وقال في الخلاصة (١٨٥٦): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح" [وانظر: المجموع (٤/ ٢٦) وصححه أيضًا: ابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٢٩٤).

وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٢٠٥): "والموقوف أصح عند أبي حاتم والنسائي والأثرم وغيرهم".

* وقد زيد في متن الحديث ما ليس منه، مثل قول بعضهم: الوتر حق مسنون، أو ليس بواجب، وليس لها أصل من حديث أبي أيوب أراجع مثلًا: المجموع (٤/ ٢٤)، البدر المنير (٤/ ٣٠٠)، التلخيص الحبير (٢/ ١٣ و ١٤)].

* قلت: بعد إنعام النظر في طرق هذا الحديث، والاختلاف فيه على رواته عن الزُّهري، وكلام أئمة النقاد فيه، يتبين لي ما يأتي:

أ - أن الراجح في رواية معمر: الوقف؛ كما نص عليه الدارقطني، فقد رفعه عنه اثنان؛ أحدهما متروك، والآخر ثقة ثبت؛ لكنه بصري، وسماع أهل البصرة من معمر فيه اضطراب؛ لأن كتبه لم تكن معه، فكان يحدثهم بالخطأ من حفظه، وأما باليمن فكان يتعاهد كتبه، وينظر فيها؛ فيأتي بالحديث على وجهه، روى أبو بكر الأثرم قال: "سمعت أبا عبد اللّه يقول: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين، كان - يعني: معمرًا - يتعاهد كتبه وينظر - يعني: باليمن -، وكان يحدثهم حفظًا بالبصرة"، وقال يعقوب بن شيبة: "سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب؛ لأن كتبه لم تكن معه"، وقال أبو حاتم: "ما حدث بالبصرة ففيه أغاليط" [الجرح والتعديل (٨/ ٢٥٧)، تاريخ دمشق (٣٦/ ١٦٩)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٦٧)، التهذيب (٤/ ١٢٥)، الميزان (٤/ ١٥٤) وممن رواه عنه باليمن: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو راويته، ومن أثبت الناس فيه، وتابعه على الوقف ثلاثة من ثقات أهل البصرة وحفاظهم: حماد بن زيد، وإسماعيل بن عليه، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كما ذكره الدارقطني وغيره.

ومعمر هو أثبت من روى هذا الحديث عن الزُّهري.

ب - ولم يختلف على شعيب بن أبي حمزة عن الزُّهري في وقفه، وهو: من أثبت الناس فيه أيضًا.

ج - وأما رواية ابن عيينة فالراجح فيها الوقف أيضًا؛ فرفعه عنه: أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس، ومحمد بن حسان الأزرق، وهما: ثقتان، بينما أوقفه: الحميدي، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، والحارث بن مسكين، ويونس بن عبد الأعلى، وهم أكثر وأثبت ممن رفعه؛ لا سيما وفيهم: الحميدي؛ فهو من أثبت أصحابه، وهو أيضًا راويته؛ وتابعه خمسة من ثقات أصحاب ابن عيينة المكثرين عنه، وفيهم كبار الحفاظ، لذا قال البيهقيّ في الخلافيات: "وهم في رفعه [يعني: محمد بن حسان الأزرق عن ابن عيينة]، والصحيح رواية الحميدي وغيره عن ابن عيينة موقوفًا على أبي أيوب - رضي الله عنه -"، ولم يحك عنه في الخلافيات سوى رواية الوقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>