للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥)، والحاكم (١/ ٣٠٤) (٢/ ٦٦/ ١١٥١ - ط. الميمان)، والبيهقي في السنن (٣/ ٣١)، وفي المعرفة (٢/ ٣٢١/ ١٤٠٣)، وفي الخلافيات (٣/ ٣٣٣/ ٢٥٣٩)، [الإتحاف (١٥/ ١٨٦/ ١٩١٢٥)، المسند المصنف (١٥٨/ ٣١/ ١٤٢٤٠)].

قال الدارقطني: "كلهم ثقات".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

قلت: نعم؛ أخرج الشيخان [البخاري (٣٤١٤)، ومسلم (٢٣٧٣)، التحفة (١٣٩٣٩)] حديثًا لعبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة، وأخرج مسلم (١٧٢) حديثًا لعبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة [التحفة (١٤٩٦٥)].

ومع كون هذا الحديث إسناده مدني، ورجاله كلهم ثقات؛ بل على شرط الشيخين، لكنه غريب جدًّا؛ فإن إعراض البخاري ومسلم عنه، وكذلك إعراض أصحاب السنن والمصنفات والمسانيد، يجعل النفس تتوقف عن قبوله، ثم كيف يخرج هذا الحديث من المدينة، ويخفى على مالك، فلا يخرجه في موطئه، فإن صالح بن كيسان من شيوخه الذين تلقى عنهم العلم، وروى عنهم في موطئه، فلماذا لم يتحمل عنه هذا الحديث، فإن قيل: عمل به مالك، حيث قال في المدونة (١/ ١٢٦): "لا ينبغي لأحد أن يوتر بواحدة ليس قبلها شيء، لا في حضر، ولا في سفر، ولكن يصلي ركعتين ثم يسلم، ثم يوتر بواحدة"؛ يعني: أنه لا يقول بالوتر بثلاث متصلة، فيقال: لم يكن منزعه هذا الحديث، وإنما عمل بحديث ابن عمر مرفوعًا: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعةً واحدةً، توتر له ما قد صلى" [أخرجه البخاري (٩٩٥)، ومسلم (٧٤٩/ ١٤٥)، وقد تقدم تخريجه بطرقه تحت الحديث رقم (١٢٩٥) ثم بما ثبت عن ابن عمر من فعله: أنه كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر [الموطأ (١/ ١٨٤/ ٣٢٦)]، ثم روى مالك في موطئه (١/ ٣٢٧/١٨٤) عن سعد بن أبي وقاص؛ أنه كان يوتر بعد العتمة بواحدة، ثم قال مالك: "وليس على هذا العمل عندنا، ولكن أدنى الوتر ثلاث"، فلما كان هذا الحديث مؤيدًا لمذهب مالك في عدم الوتر بثلاث متصلة، ثم لا يرويه مالك في موطئه؛ دل على غرابته، وأنه لم يكن يُعرف بالمدينة في زمن مالك، والله أعلم.

فهذا كله مما يجعل النفس لا تطمئن لثبوته، ولا لكونه محفوظًا، لكونه أصلًا في بابه في المنع من الإيتار بثلاث متصلة، وعدم تشبيه الوتر بصلاة المغرب، فإن أقدم من أخرجه من المصنفين هو الطحاوي المتوفى سنة (٣٢١)، فأين كان عنه أصحاب القرن الثاني، وأصحاب القرن الثالث؟!!

ثم أين أصحاب أبي سلمة والأعرج على كثرتهم؟! وأين أصحاب عبد الله بن الفضل؟! وأين أصحاب صالح بن كيسان عنه؟! مع كون صالح مشهورًا بالرواية عن الأعرج والسماع منه بلا واسطة، وروايته عنه في الصحيحين [التحفة (١٣٦٤٩ - ١٣٦٥٤)]، ثم أين أصحاب سليمان بن بلال عنه؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>