للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: لا تجلسوا بعد الثانية، ونحو ذلك، ويبقى الجواز لمن أراد أن يوتر بثلاث، ومن ثم فإن دلالة الحديث - لو صح - متوجهة إلى المنع من مطلق الإيتار بالثلاث، وإباحة ما عداه؛ فلما لم يشر إلى مشروعية الواحدة مع كونها هي الأصل في الإيتار، دل على اختلال في التركيب البلاغي، والتقسيم العقلي، وعدم مراعاة رفع الحرج عن المكلف بإرشاده إلى ما هو الأخف في حقه، ولذا فإن هذا النص لا يخرج مثله من مشكاة النبوة، مع مراعاة ما تقدم بيانه قبل ذلك من العلل الأسنادية والمتنية، والله أعلم.

* فإن قيل: قد تابع ابن وهب عليه: عبد الملك بن مسلمة بن يزيد.

رواه الدارقطني، قال: حَدَّثَنَا أبو عبد اللّه الفارسي [هو: محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر البغدادي الفقيه، وهو: ثقة ثبت. تاريخ بغداد (٢/ ٥٠)، تاريخ الإسلام (٢٥/ ١٢٨)]: ثنا مقدام بن داود: ثنا عبد الملك بن مسلمة بن يزيد: ثنا سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة وعن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا توتروا بثلاث، وأوتروا بخمس، أو بسبع، ولا تشبهوا بصلاة المغرب".

أخرجه الدارقطني في السنن (٢/ ٢٦ - ٢٧)، [الإتحاف (١٥/ ١٨٦/ ١٩١٢٥)].

فيقال: ثبت العرش ثم انقش، عبد الملك بن مسلمة: منكر الحديث، يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة [اللسان (٤/ ٨١)، الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ٤٧٠) قال أبو حاتم: "هو مضطرب الحديث ليس بقوي"، وقال أبو زرعة: "ليس بالقوي، وهو منكر الحديث، هو مصري" [الجرح والتعديل (٥/ ٣٧١).

وانظر: المجروحين (٢/ ١٣٤) والمقدام بن داود الرعيني: ضعيف، واتُّهم أراجع ترجمته: تحت الحديث المتقدم برقم (٢٣٦)، وبرقم (٧٢٨)، طريق رقم (١٤)].

* ورواه من وجه آخر: أبو الحسين طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق بن قرة بن نهيك بن مجاهد الهلالي بمصر: ثنا أبي: أخبرني الليث بمن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا توتروا بثلاث؛ تشبهوا بالمغرب، ولكن أوتروا بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة ركعة، أو كثر من ذلك".

أخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر (٣٠٠ - مختصره)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٨٤/ ٢٦٦٢)، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (٣٩ - رواية أبي الحسن الطرازي)، والحاكم (١/ ٣٥٤) (٢/ ٦٦/ ١١٥٥ - ط. الميمان)، والبيهقي في السنن (٣/ ٣١)، وفي الخلافيات (٣/ ٣٣٤/ ٢٥٤٠)، والخطيب في الموضح (٢/ ١٩٠)، [الإتحاف (١٥/ ٣٦٩/ ١٩٤٩٩)].

رواه عن طاهر بن عمرو به: محمد بن نصر المروزي، وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، وابن المنذر.

قلت: عمرو بن الربيع بن طارق الكوفي، نزل مصر: ثقة، وابنه أبو الحسين طاهر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>