للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكرنا من الأخبار الصحاح عن كريب، وسائر أصحاب ابن عباس، [أن قول كثير بن زيد]: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامه عن يساره؛ وهم وخطأ غير ذي شك".

• قلت: هكذا رواه عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي [وهو: بصري ثقة] عن كثير بن ريد به.

وخالفه: أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [وهو: بصري ثقة مأمون]، قال: حدثنا كثير بن زيد، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مولى مطيع، عن كريب، عن ابن عباس، بنحوه، وليس فيه أنه قام عن يمينه فحوله عن يساره.

أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (٣/ ٩٥٧/١٥٣٠).

قلت: وهذا حديث منكر؛ اضطرب فيه كثير بن زيد الأسلمي المعروف بابن مافنَّة، وهو: متكلم فيه، ليس ممن يحتج به إذا انفرد، نعم هو في الأصل صدوق؛ لكن فيه لين، وليس بذاك القوي [انظر: التهذيب (٣/ ٤٥٨)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩٧)، الميزان (٣/ ٤٠٤)] [وانظر: ما تحت الحديث رقم (٨٠١)].

وهو هنا قد خالف جمعًا كبيرًا من الثقات ممن روى حديث ابن عباس في قصة مبيته عند خالته ميمونة، ثم هو قد اضطرب في إسناده، فمرة يرويه عن يزيد بن أبي زياد الكوفي، وهو في الأصل: صدوق عالم؛ إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، وكان إذا لُقِّن نلقن، فهو: ليس بالقوى؛ كما قال أكثر النقاد، لأجل ما صار إليه أمره [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤)، الميزان (٤/ ٤٢٣)، وقد تقدم الكلام عليه مرارًا]، ومرة يقول: عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مولى مطيع، ولم أجد من ترجم له سوى الخطيب في المتفق، ولم يزد في ترجمته على هذا الإسناد وهذا الحديث، والله أعلم.

* وله أسانيد أخرى عن ابن عباس.

أ- شعبة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة.

أخرجه البخاري (١١٣٨)، ومسلم (٧٦٤)، [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود تحت الحديث رقم (١٣٣٩)].

ب- عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قمت ليلة أصلي عن يسار النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيدي -أو: بعضدي- حتى أقامني عن يمينه، وقال بيده من ورائي.

وفي رواية: بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فقمت عن يساره، فأخذ بيدي فأقامني عن يمينه.

أخرجه البخاري (٧٢٨)، [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٧/ ٩١/ ٦١١)] [المسند المصنف (١١/ ٦٣٧/ ٥٦٤١)].

• وروى أبو إسحاق، عن عامر الشعبي، قال: سألت ابن عباس وابن عمر: كيف

<<  <  ج: ص:  >  >>