للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولأبي سلمة في هذا حديث آخر عن أم سلمة:

رواه سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل [وهم أثبت أصحاب أبي إسحاق]، وأبو الأحوص [سلام بن سليم: ثقة متقن]، وورقاء بن عمر [ثقة]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، ورحيل بن معاوية [صدوق]، وغيرهم [كما في علل الدارقطني (١٥/ ٢١٠/ ٣٩٥٤)، فقد زاد: زياد بن حبيب، وعمرو بن أبي قيس، وإبراهيم بن طهمان، وأبا بكر بن عياش]:

رووه عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا سلمة، عن أم سلمة، قالت: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان أكثر صلاته قاعداً إلا الفريضة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قلَّ [وفي رواية: ما داوم عليه العبد، وإن كان يسيراً]. لفظ شعبة. وفي رواية للثوري: كان أحب العمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما دام عليه وإن قلَّ.

ولفظ أبي الأحوص: والذي ذهب بنفسه - صلى الله عليه وسلم -! ما مات حتى كان أكثر صلاته وهو جالس، وكان أحب الأعمال إليه العمل الصالح الذي يدوم عليه العبد، وإن كان يسيراً، وبنحوه لفظ إسرائيل.

وإسناده صحيح، وتقدم تخريجه بطرقه في فضل الرحيم الودود (١٠/ ٢٩٩/ ٩٥٦).

وقد صح عن عائشة من طرق أخرى بعض معنى هذا الحديث:

أ- روى الأشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، قال: سألت عائشة عن عمل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: كان أحب العمل إليه الدائم، قلت: فأيُّ حينٍ [وفي رواية: فأيُّ ساعةٍ] كان يقوم؟ قالت: كان إذا سمع الصارخ قام.

وهو حديث متفق على صحته، وقد تقدم برقم (١٣١٧).

ب - وروى موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [وفي روايةٍ: عن موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة]، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سددوا وقاربوا، واعلموا أن لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنةَ، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ".

وفي رواية: "سددوا وقاربوا، وأبشروا، فإنه لن يُدخِلَ الجنةَ أحداً عملُه"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الثه منه برحمة [وفي رواية: بمغفرة ورحمة]، واعلموا أن أحبَّ العمل إلى الله أدومُه وإن قلَّ".

أخرجه البخاري (٦٤٦٤ و ٦٤٦٧)، ومسلم (٢٨١٨)، وأبو عوانة (١٧/ ٦٢٩/ ٢٢٩١٥ - إتحاف المهرة)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ٣٩٢/ ١١٨١٢)، وأحمد (٦/ ١٢٥ و ٢٧٣)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٥٧٠/ ١٠٦٠ - ط التأصيل)، وابن منده في التوحيد (٣/ ٢٣٥/ ٧٤٧)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٢٨) [وفي سنده تحريف]. والبيهقي في القضاء والقدر (٤٠٣ و ٤٠٤)، وفي البعث والنشور (٤٩)، وبيبي في جزئها (٣١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ٣٤٠). [التحفة (١١/ ٨٠٠/ ١٧٧٧٥)، الإتحاف (١٧/ ٦٢٩/ ٢٢٩١٥)، المسند المصنف (٣٩/ ٤٨٢/ ١٩٠٠٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>