للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو هنا قد روى عن أبي هريرة ما تابعه عليه جماعة من أصحاب أبي هريرة الثقات المكثرين؛ فلم يأت في حديثه هذا بما ينكر عليه؛ فهو حديث صحيح.

وقد سبق الكلام مراراً عن حديث المجهول، وأن حديثه إذا كان مستقيماً فإنه يكون مقبولاً صحيحاً؛ وذلك تحت الحديث رقم (٧٥٩)، عند حديث هُلْب الطائي [وانظر أيضاً فيما قبلته أو رددته من حديث المجهول: ما تحت الحديث رقم (٧٨٨)، الشاهد الرابع، حديث أم سلمة، وما تحت الحديث رقم (٧٩٥)، وما تحت الحديث رقم (٨٢٥)، والأحاديث الماضية برقم (٩٩١ و ١٠٧٠ و ١١٠٠ و ١١٠٦)]، والله أعلم.

٢ - حديث عمران بن حصين:

قال الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٢٨/ ٥٦٨]: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني: ثنا شباب العصفري [خليفة بن خياط: صدوق]: ثنا معتمر بن سليمان [ثقة]، قال: سمعت عقبة بن خالد [السكوني: ثقة]، يحدث عن عبد الله بن غالب، عن أبي المليح، عن عمران بن حصين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عليكم من العمل بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا".

وهذا حديث منكر؛ عبد الله بن غالب هذا تصحف عن عبيد الله بن غالب، وهو: عبيد الله بن أبي حميد: متروك، منكر الحديث، يروي عن أبي المليح عجائب [التهذيب (٣/ ٨)].

وشيخ الطبراني هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون المديني النائلي، من أهل أصبهان، يعرف بابن نائلة، قال أبو الشيخ: "وكان عنده كتب النعمان عن محمد بن المغيرة، وحديث البصريين والأصبهانيين والكثير، ... ، وكتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتب إلا عنه"، وقال السمعاني: "أحد الثقات" [طبقات المحدثين بأصبهان (٣/ ٣٥٦)، تاريخ أصبهان (١/ ٢٣٠)، الأنساب [٥/ ٤٥٠)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٠٠)، توضيح المشتبه (١/ ١٥٢)].

• وانظر في المراسيل: ما أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٣٤٣٤٣/٨٠).

° فائدة:

قال أبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١/ ٣٣٦): "فكأن المعنى: لا يمل من ثواب أعمالكم حتى تملوا من العمل".

وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (٤٨٦): "أراد أن الله سبحانه لا يمل إذا مللتم" [وانظر: شرح مشكل الآثار (٢/ ١١٨)، المجالسة وجواهر العلم (١٣٥٨)].

وقال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ١٧٣): "قوله: "لا يمل الله حتى تملوا"، الملال لا يجوز على الله تعالى بحال، ولا يدخل في صفاته بوجه، وإنما معناه أنه لا يترك الثواب والجزاء على العمل ما لم تتركوه، وذلك أن من ملَّ شيئاً تركه، فكنى عن الترك بالملال الذي هو سبب الترك، وقد قيل: معناه أنه لا يمل إذا مللتم".

<<  <  ج: ص:  >  >>