قلت: وبذا يتقرر أن حديث فضل دخول رمضان ليس من حديث أبي سلمة، وإنما دخل لعبد الأعلى حديث في حديث، والله أعلم.
قال الخطيب في المدرج:"هكذا روى معمر بن راشد هذا الحديث عن الزهري، وآخر المسند المرفوع قوله: "ما تقدم من ذنبه"، وأما الكلام الذي بعده فليس من قول أبي هريرة، وإنما هو من قول الزهري، بين ذلك مالك بن أنس في روايته عنه هذا الحديث".
* قلت: تابع عبدَ الرزاق في روايته عن مالك به هكذا موصولًا، وبيَّن أن آخره من قول ابن شهاب الزهري:
يحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعثمان بن عمر بن فارس [وهم ثقات]، ومعن بن عيسى [ثقة ثبت، قال أبو حاتم:"هو أثبت أصحاب مالك"، رواه عنه: أبو موسى إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري، وهو: ثقة متقن]، وقتيبة بن سعيد [ثقة ثبت]، وأبو مصعب الزهري [ثقة، من أصحاب مالك، وعنه: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي: صدوق، وسماعه من أبي مصعب صحيح، وهو آخر من روى عن أبي مصعب، سؤالات السهمي (١٨٢)، تاريخ بغداد (٦/ ١٣٥)، السير (١٥/ ٧١)، تاريخ الإسلام (٢٤/ ١٦٨)، اللسان (١/ ٣١٣)]، وعبد الرحمن بن القاسم [ثقة مأمون، من أصحاب مالك، وعنه: الحارث بن مسكين، وهو: مصري ثقة]، وعبد الله بن مسلمة القعنبي [ثقة حجة، مقدَّم في مالك، وعنه: عثمان بن سعيد الدارمي، وهو: ثقة حافظ، إمام ناقد]، وعبد الله بن وهب [ثقة حافظ، وعنه: أحمد بن صالح، وهو: ثقة حافظ]، وإسحاق بن سليمان الرازي [ثقة]، وغيرهم:
فرووه عن مالك، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمةٍ، فيقول:"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر بن الخطاب.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٧٠/ ٣٠٠ - رواية يحيى الليثي)، ومن طريقه: أحمد (٢/ ٥٢٩)(٤/ ٢٢٣٤/ ١٠٩٩٧ - ط المكنز)، وابن خزيمة (٣/ ٣٣٦/ ٢٢٠٢)[وسقط منه ذكر أبي هريرة](٣/ ٧٠/ ٢٢٧٣ - ط التأصيل)[وألحق به ذكر أبي هريرة؛ تبعًا لرواية الخطيب، مع الإتحاف]، وأبو عوانة (٢/ ٢٥٠/ ٣٠٤٢)، وجعفر الفريابي في الصيام (١٦٠ و ١٦١)، وابن المظفر في غرائب مالك (١٠٤)، والجوهري في مسند الموطأ (١٤٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٩٢)، وفي الشعب (٥/ ٤٨٤/ ٢٩٩٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٧/ ٩٦ و ٩٨)، والخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (١/ ٣٤٨) و (١/ ٤٦٩)، وابن عساكر في المعجم (٨٩٣). [الإتحاف (١٦/ ١٠٨/ ٢٠٤٦٣)، المسند المصنف (٣١/ ٦٣٣/ ١٤٦١٩)].