ثم قال [يعني: شعبة] بعدُ: حدثنا أبان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوتر بعد ما ركع. قال: فقلت له: أتقول في أبان ما قد قلت، وتحدث عنه؟ قال: اسكت، فإني لم أصب هذا الحديث إلا عنده، [الكامل (١/ ٣٨٢) (٢/ ٢٧٠ - ط الرشد)].
وقال الدارقطني: "أبان متروك".
وقال البيهقي في الخلافيات: "هذا حديث لم نكتبه إلا من حديث أبان بن أبي عياش، وأبان: متروك الحديث، لا يحل الاحتجاج به".
• وهم فيه بعضهم على الثوري، فسلك فيه الجادة والطريق السهل:
رواه أحمد بن الخليل البغدادي [أبو جعفر البُرجُلاني: ثقة]: ثنا أبو النضر [هاشم بن القاسم: ثقة ثبت]: ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قنت في الوتر قبل الركعة.
أخرجه البيهقي في الخلافيات (٣/ ٣٤٦/ ٢٥٥٦)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ [هو الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم المعروف بابن البيِّع، صاحب المستدرك]: ثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف بن يعقوب العدل من أصل كتابه [شيخ صدوق. الإرشاد (٣/ ٨٣٦)، تاريخ الإسلام (٧/ ٧٨٠ - ط الغرب)، السير (١٥/ ٤٣٣)]: ثنا أحمد بن الخليل به.
قال البيهقي: "هذا غلط، والمشهور رواية الجماعة عن الثوري عن أبان بن أبي عياش عن إبراهيم"، ثم قال: "والحديث يدور على أبان بن أبي عياش، وأبان متروك".
قلت: قد رواه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٨): ثنا محمد بن جعفر [محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران، أبو بكر الأنباري البندار: كان سماعه صحيحاً بخط أبيه، وقال بعضهم: "وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخط أبيه". تاريخ بغداد (٢/ ٥٣١ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٨/ ١٥٢ - ط الغرب)، السير ١٦/ ٦٣)]: ثنا أحمد بن الخليل: ثنا أبو النضر: ثنا سفيان، عن أبان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قنت في الوتر قبل الركعة.
هكذا رواه أحمد بن الخليل عن أبي النضر به مثل الجماعة، وهو الصواب.
وهكذا رواه عن الثوري عن أبان بن أبي عياش: عبد الرزاق بن همام، وخلاد بن يحيى، وقبيصة بن عقبة، والحسين بن حفص، وإبراهيم بن خالد الصنعاني، وهم ثقات، من أصحاب الثوري.
• وقد روي من وجه آخر أشد نكارة، من حديث: شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقنت قي الوتر قبل الركوع.
أخرجه ابن الجوزي في التحقيق (٧٠٠).
وأتبعه ابن الجوزي بما نقله عن أبي بكر الخطيب البغدادي قوله: "الأحاديث التي جاء فيها: قبل الركوع: كلها معلولة".