للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذهب بعض أهل الكوفة إلى هذا الحديث، وقالوا: يوتر الرجل إذا ذكر، وإن كان بعد ما طلعت الشمس. وبه يقول سفيان الثوري".

وقال في العلل: "وهذا أصح، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف الحديث، سمعت محمدًا يقول: قال علي بن المديني: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف الحديث، وعبد الله بن زيد بن أسلم: ثقة".

وقال ابن نصر: "وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أصحاب الحديث لا يحتجون بحديثه، وقد يحتمل أن يكون تأويله ما قال وكيع [يعني: من ليلته] إن كان الحديث على ما رواه وكيع محفوظًا، فإن غير وكيع رواه عن عبد الرحمن بن زيد، يعني: بغير هذا اللفظ الذي رواه وكيع".

ثم قال بعد الرواية الأخرى: "وهذا أشبه أن يكون محفوظًا من رواية وكيع، وكان وكيع يحدث من حفظه، فربما غير ألفاظ الحديث، والذي ذهب إليه جماعة من أصحابنا أن من طلع عليه الفجر ولم يوتر فإنه يوتر؛ ما لم يصل الغداة، اتباعًا للأخبار التي رويت عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أنهم أوتروا بعد الصبح، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-[أنه أوتر] بعدما أصبح، فإذا صلى الغداة فإن جماعة من أصحابنا قالوا: لا يقضي الوتر بعد ذلك، وقد روي ذلك عن جماعة من المتقدمين أيضًا، إلى هذا ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم من أصحابنا".

وقال ابن عدي: "وهذه الأحاديث التي ذكرتها، يرويها عبد الرحمن بن زبد بن أسلم: غير محفوظة، وبعضها يرويه غير عبد الرحمن عن زيد مرسلًا".

وقال ابن شاهين: "ليس هو حديث مرضي السند".

لكن قال الدارقطني في التعليقات على المجروحين (١٥٩): "أما حديث الوتر، فقد رواه رجل ثقة، عن زيد بن أسلم، كرواية عبد الرحمن ابنه عنه، وهو: أبو غسان محمد بن مطرف المديني".

وقال ابن أبي الفوارس: "وأبو غسان: أثبت من عبد الرحمن بن زيد بن أسلم".

* قلت: حديث أبي غسان محمد بن مطرف: حديث غريب، وإنما يُعرف من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وبه اشتهر، وعليه يدل كلام الترمذي وابن نصر وابن عدي وابن شاهين، وهو معلول بحديث أخيه عبد الله حيث أرسله، وعبد الله بن زيد بن أسلم العدوي: صدوق، ضعفه ابن معين وأبو زرعة، ولينه النسائي، لكن قال فيه أبو حاتم على تشدده: "ليس به بأس"، ووثقه أحمد وابن المديني، وروى عنه: ابن المبارك وابن مهدي، فهو: صدوق، يحتج به [التهذيب (٢/ ٣٣٨)]، وقوله يقدم في هذا الحديث؛ فإن أهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، فهو حديث مرسل، والله أعلم.

* قال محمد بن يحيى، شيخ ابن ماجه: "في هذا الحديث [يعني: حديث أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعًا: "أوتروا قبل أن تصبحوا"]: دليل على أن حديث عبد الرحمن واهٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>