للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هو حديث صحيح ثابت، صححه مسلم، والترمذي، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وا بن حبان، وغيرهم.

* خالف هؤلاء الثقات الحفاظ، وأتى فيه بطامة؛ كما قال ابن خزيمة:

العلاء بن صالح، فال: ثنا زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ أنه سأله عن القنوت في الوتر، فقال: حدثنا البراء بن عازب، قال: سُنةٌ ماضيةٌ.

أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١٥٣/ ١٠٩٧)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٣٣)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٢٨٠)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٢٧١/ ١٤٠٦ - أطرافه). [الإتحاف (٢/ ٤٨٣/ ٢٠٩٦)، المسند المصنف (٤/ ٧٤/ ١٩٣٩)].

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به: العلاء بن صالح الكوفي، وهو وإن كان: لا بأس به، لكن قال فيه ابن المديني: داروى أحاديث مناكير" [التهذيب (٣/ ٣٤٤)، الميزان (٣/ ١٠١)]، وهذا الحديث من مناكيره، حيث خالف فيه الحفاظ، والذين رووه من حديث البراء مرفوعًا، بلفظ القنوت في الفجر، أو رووه من قول ابن أبي ليلى مقطوعًا عليه.

قال ابن خزيمة: "وهذا الشيخ العلاء بن صالح وهم في هذه اللفظة في قوله: في الوتر، وإنما هو في الفجر لا في الوتر، فلعله انمحى من كتابه ما بين الفاء والجيم فصارت الفاء شبه الواو، والجيم ربما كانت صغيرة تشبه التاء، فلعله لما رأى أهل بلده يقنتون في الوتر، وعلماؤهم لا يقنتون في الفجر، توهم أن خبر البراء إنما هو من القنوت في الوتر".

وقال الدارقطني: "تفرد به العلاء بن صالح ... ".

• فقد رواه: سفيان الثوري [وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح]؛ وشعبة [وعنه: عبد الرحمن بن مهدي]؛ وشريك بن عبد الله النخعي:

عن زبيد بن الحارث اليامي، قال: سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت في الفجر؟ فقال: سنة ماضية.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٤/ ٧٠٠١ و ٧٠٠٨)، وابن خزيمة (٢/ ١٥٤/ ١٠٩٧)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٢٩/٣٦٤ - مسند ابن عباس) و (١/ ٣٦٥/ ٦٣٠ - مسند ابن عباس). [الإتحاف (٢/ ٤٨٣/ ٢٠٩٦)، المسند المصنف (٤/ ٩٣٩/ ١٧٤)].

هكذا مقطوعًا على ابن أبي ليلى قوله، وهو الصواب.

قال ابن خزيمة: "فسفيان الثوري: أحفظ من مائتين مئل العلاء بن صالح، فخيَّر أن سؤال زبيدٍ ابنَ أبي ليلى إنما كان عن القنوت في الفجر لا في الوتر، فأعلمه أنه سنة ماضية، ولم يذكر أيضًا البراء.

وقد روى الثوري وشعبةر-وهما إماما أهل زمانهما في الحديث- عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت في الفجر".

ثم أسنده ثم قال: "فهذا هو الصحيح: عن البراء بن عازب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا على ما رواه العلاء بن صالح ".

<<  <  ج: ص:  >  >>