للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العِلْهِز، قال عباد، فقلت للقاسم: ما العلهز؟ قال: الدم بالوبر [الوبر والدم].

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٢٩/ ٥٤٩ - مسند ابن عباس)، والبيهقي في الدلائل (٤/ ١٧٧).

قلت: ولا يُعرف هذا من حديث القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -أحد فقهاء المدينة السبعة-؛ إلا من رواية عباد بن منصور، وهو ضعيف، وله أحاديث منكرة [انظر: التهذيب (٢/ ٢٨٢)، إكمال مغلطاي (٧/ ١٧٢)، الميزان (٢/ ٣٧٦)].

° وقد اضطرب في إسناده عباد بن منصور، فرواه بوجه آخر:

٨ - رواه عبد الله بن بكر السهمي [ثقة]، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي [مكي، ثقة، من الثالثة]، قال: حدثني أبي عبيد بن عمير، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قنت في صلاة الصبح بعد الركوع، ثم قال: "اللَّهُمَّ أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، والمسلمين من أهل مكة".

قال: فوافقه القاسم بن محمد على: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قنت بعد الركوع، فقال القاسم: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا على قوم، أو دعا لقوم قنت.

أخرجه أحمد (٢/ ٣٩٦)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٣١/ ٥٥٢ - مسند ابن عباس). [الإتحاف (١٥/ ٣٤١/ ١٩٤٣١)، المسند المصنف (٣١/ ١٤/ ١٤١٣٣)].

قلت: اختلف في سماع عبد الله بن عبيد من أبيه؛ فقد حكى ابن جريج أن عبد الله بن عبيد لم يسمع من أبيه شيئًا، ولا يذكره، وقال: "مات عبيد بن عمير قبل ابن عمر"، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٤٥٥)، وفي التاريخ الأوسط (١/ ٢٩٣/ ٦٠٦ - ط الصميعي)، وهو معارض بقول البخاري نفسه في التاريخ الكبير (٥/ ١٤٣) في ترجمة عبد الله بن عبيد بأنه قد سمع أباه، وقد توسط في ذلك ابن معين، فقال ابن محرز في سؤالاته (١/ ١٣٠/ ٦٥٧): "وسمعت يحيى وسئل عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قيل له: سمع من أبيه؟ فقال: قالوا: إن عبد الله بن عبيد بن عمير: لم يسمع من أبيه في بعض حديثه" [وانظر: تحفة التحصيل (١٨١)]، والله أعلم.

قلت: الشأن في عباد بن منصور، فهو ضعيف، له أحاديث مناكير، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث؛ مما يدل على أنه لم يضبطه، فمرة يجعله عن القاسم بن محمد عن أبي هريرة، ومرة يرسله عن القاسم، ويصله من حديث عبيد بن عمير عن أبي هريرة، فهو حديث مضطرب، وعباد لا يحتمل منه التعدد في الأسانيد، مع تفرده بالإسنادين جميعًا، والله أعلم.

• وروي من وجه آخر، تفرد به كذاب [أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٣١٥/ ٥٣٧٤ - أطرافه)] [تفرد بإسناده: محمد بن سليمان بن أبي فاطمة؛ قال الدارقطني: "كذاب، يضع الحديث". اللسان (٧/ ١٧٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>