للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هكذا جمع بين صلاة العشاء والفجر، مما يدل على أن أبا سلمة كان يحدث به مرة هكذا فيفرد ذكر العشاء، ومرة يفرد ذكر الفجر، ومرة يجمع بينهما، والله أعلم.

° قال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٥٢٠) في شرح حديث أبي هريرة: "وفيه إثبات القنوت، وأن موضعه عند الرفع من الركوع.

وفيه: أن تسمية الرجال بأسمائهم وأسماء آبائهم فيما يدعا لهم وعليهم لا تفسد الصلاة.

وقوله: "اللَّهُمَّ اشدد وطأتك على مضر فإن الوطأة: البأس والعقوبة، وهي ما أصابهم من الجوع والشدة، ولذلك شبهها بسني يوسف القحطة، وأصله من الوطء الذي هو الإصابة بالرِّجْل وشدة الاعتماد فيها، ... " [وكذا قال في المعالم (١/ ٢٨٧)، وفي شأن الدعاء (١٩٢)].

* وقد رويت قصة هؤلاء الثلاثة الذين دعا لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض المراسيل:

فقد روى ابن جريج [ثقة حافظ]، قال: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر [ثقة، من الخامسة]، قال: فر عياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد بن المغيرة، من المشركين إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعياش وسلمة مكبلان مرتدفان على بعير، والوليد يسوق بهما، فكُلِمتْ إصبعُ الوليد، فقال: هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت، فعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- مخرجهم إليه وشأنهم، قبل أن يعلم الناس، فصلى الصبح فركع في أول ركعة منهما، فلما رفع رأسه دعا لهما قبل أن يسجد، فقال: "اللَّهُمَّ أنج عياش بن أبي ربيعة، اللَّهُمَّ أنج سلمة بن هشام، اللَّهُمَّ أنج الوليد بن الوليد، اللَّهُمَّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللّهُمَّ اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف".

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٤٧/ ٤٠٣١)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (٧/ ٥٤/ ٦٣٦٢)، وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٣٥٣/ ٣٤١٦).

° ورويت قصة هجرة عياش مع عمر، ثم تلطف أبي جهل والحارث ابني هشام به حتى رجعا به إلى مكة، فكان ممن يعذب في الله مع المستضعفين، حتى أنجاه الله: فيما أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ٢٢٢٧/ ٥٥٤١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا الحديث فيه أنواع من الفقه: فإن أبا هريرة لم يصل خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد خيبر، وخيبر بعد الحديبية، وكانت الهدنة التي بينه وبين المشركين في الحديبية: على أن لا يدع أحدًا منهم يهاجر إليه، ولا يردُّ إليه من ذهب مرتدًا منه إليهم، فهؤلاء وأمثالهم كانوا من المستضعفين بمكة، الذين قهرهم أهلوهم، والمسلمون كلهم من بني مخزوم، وهم بنو عبد مناف أشرف قبائل قريش، وبنو مخزوم كانوا هم الذين ينادون عبد مناف، والمحاسدة التي بينهم هي إحدى ما منعت أشرافهم -كالوليد وأبي جهل وغيرهما- من الإسلام، فلما قدم بعد الحديبية من قدم من المهاجرين ولحقوا بسيف البحر على الساحل -كأبي بصير وأبي جندل بن سهيل بن عمرو- فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>