للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه أبو علي ابن شاذان في الثاني من حديثه (٣٣)، والبزار (١١/ ٢٣٧/ ٥٠١١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٣٩/ ٥٦٦ - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٣٦)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٢٨٥)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٨/ ١٢٣١١)، والسهمي في تاريخ جرجان (٩٥)، والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٢٥٦)، والضياء في المختارة (١٠/ ١٨٦/ ١٨٤).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن سماك إلا عمرو بن أبي قيس، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قنوته من وجوه بألفاظ مختلفة، فذكرنا كل حديث منها بلفظه في موضعه".

قلت: هو حديث غريب من حديث سماك بن حرب، ثم من حديث سعيد بن جبير، تفرد به: عمرو بن أبي قيس الرازي، وهو: ليس به بأس، وله أوهام عن سماك، ولا يحتمل تفرده عنه، وهو حديث تفرد به أهل الري عن أهل الكوفة، ولم يُعرف في بلده ولم يشتهر، كما أعرض عنه أصحاب الصحاح والسنن [انظر: حديث هلب الطائي تحت الحديث رقم (٧٥٩)، التهذيب (٣/ ٣٠٠)، تاريخ الدوري (٤/ ٣٦٠)، علل الحديث لابن أبي حاتم (٣٩٩ و ٦٨٠ و ٢٧٩٦)، سؤالات ابن بكير للدارقطني (٢١)].

وسماك بن حرب: صدوق، ساء حفظه لما كبر؛ فربما لُقِّن فتلقن، وأما رواية القدماء عنه فهي مستقيمة، وهذا الحديث لم يروه عنه قدماء أصحابه مثل سفيان الثوري وشعبة، ممن ضبطوا حديثه [انظر: الأحاديث المتقدمة برقم (٦٨ و ٣٧٥ و ٤٤٧ و ٦٢٢ و ٦٥٦) وغيرها] [تاريخ دمشق (٤١/ ٩٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٩٧)، التهذيب (٣/ ٥١٧)، الميزان (٢/ ٢٣٢)].

ولو ثبت هذا الحديث؛ لكان أحد وجوه إعلال حديث هلال بن خباب، فإن لفظه محفوظ، موافق للأحاديث الصحيحة، حيث قصر القنوت على الفجر حسب، والله أعلم.

• وقد ثبت عن سعيد بن جبير خلافه:

فقد روى شعبة، عن أبي بشر، قال: سألت سعيد بن جبير عن القنوت، فقال: بدعة. وقال مرة: ما أعلمه.

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٩٢ و ٦٩٣ - مسند ابن عباس).

• تابع شعبة عليه: هشيم بن بشير، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير؛ أنه كان لا يقنت في صلاة الصبح.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٣/ ٦٩٨٥ و ٦٩٩٦).

وهذا مقطوع على سعيد بن جبير قوله وفعله، لإسناد غاية في الصحة.

لكن يمكن حمله على المنع من القنوت المستدام بغير سبب، بخلاف القنوت بحسب النوازل للاستنصار على العدو، فهو ثابت بالسُّنة، وبعمل الصحابة.

* وقد صح عن ابن عباس من فعله؛ أنه قنت في الصبح قبل الركوع [أخرجه ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>