للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ قتيبة [عند السراج]: أخبرني من صلى خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- الصبح، فلما رفع رأسه من الركوع سكت هنيهةً.

ولفظ ابن الهيصم [عند أبي الفضل الزهري]: حدثني من صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قام هنية.

قال أبو بكر البزار: "وقد ذكر بعض الناس أنه أنس، وهو يشبه لأنه قد روي عن محمد عن أنس؛ أنه قنت بعد الركوع".

وقال أبو القاسم البغوي: "فلا أعلم أحدًا حدث به إلا بشر بن المفضل".

قلت: أما تفرد بشر بن المفضل به فلا يضره؛ فإنه: بصري، ثقة ثبت عابد، قال فيه أحمد: "إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، وعده ابن معين من أثبت شيوخ البصريين [الجرح والتعديل (٢/ ٣٦٦)].

قلت: وهو كما قال البزار، فقد رواه أيوب السختياني وخالد الحذاء، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك؛ أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قنت في صلاة الصبح بعد الركوع.

فالذي أبهمه يونس بن عبيد عن ابن سيرين، صرح به أيوب وخالد، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وعليه: فصحابي هذا الحديث هو: أنس بن مالك.

لكن لفظة: سكت، يبدو أنها شاذة؛ إذ القنوت يجهر بالدعاء فيه، وإلا كيف يعلم أنه قنت بهذا الدعاء الوراد في حديث أنس: يلعن رعلًا وذكوان ولحيان، وعُصيةَ عصوا الله ورسوله، كما سيأتي بيانه في طرق حديث أنس.

* خالفهم: عبد الرحمن بن المبارك العيشي [ثقة، روى عنه: البخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم]: ثنا بشر بن المفضل، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، قال: سألت أنس بن مالك: أقنت النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، قلت: قبل الركوع أم بعد؟ قال: بعد الركوع يسيرًا.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (١٣٢١)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١١٤٧)، والطبراني في الأوسط (٤/ ٢٩٢/ ٤٢٣٥)، والدارقطني في العلل (١٢/ ٢١٩/ ٢٦٤٠).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يونس إلا بشر بن المفضل، تفرد به: عبد الرحمن بن المبارك".

قلت: لا أستبعد أن يكون دخل له حديث في حديث، حيث إن هذا اللفظ هو لفظ أيوب السختياني عن ابن سيرين، وقد رواه جماعة الثقات عن بشر عن يونس بن عبيد عن ابن سيرين، بإبهام الصحابي، واختصار المتن حيث رواه بالمعنى، والله أعلم.

* ولحديث أنس طرق أخرى:

١ - روى المعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، ومعاذ بن معاذ العنبري، وجرير بن عبد الحميد، ويزيد بن هارون، ومحمد بن عبد الله الأنصاري [وهم ثقات]:

<<  <  ج: ص:  >  >>