للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصبح بعد الركوع حتى توفاه الله، وصليت خلف أبي بكر الصديق، فلم يزل يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع حتى توفاه الله، وصليت خلف عمر بن الخطاب، فلم يزل يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع حتى توفاه الله.

أخرجه الطحاوي (١/ ٢٤٣)، وابن عدي في الكامل (٥/ ١١٠)، والدارقطني (٢/ ٤٠)، والبيهقي في المعرفة (٣/ ١٢٤/ ٣٩٦٥ - ط قلعجي)، وفي الخلافيات (٣/ ١٠/ ٢٠٠٢) و (٣/ ١١/ ٢٥٠٣)، وابن الجوزي في التحقيق (٦٩٤). [الإتحاف (١/ ٥٨٧/ ٨١٧)].

* وقد وهم فيه بعضهم وهمًا قبيحًا على عبد الوارث بن سعيد، فقلب اسم عمرو، فجعله: عوفًا، يعني: ابن أبي جميلة الثقة:

قال الحسن بن سفيان في مسنده: ثنا جعفر بن مهران السَّبَّاك: ثنا عبد الوارث بن سعيد: ثنا عوف، عن الحسن، عن أنس، قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يزل يقنت في صلاة الغداة حتى فارقته، وخلف عمر فلم يزل يقنت في صلاة حتى فارقت. [تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (٢/ ٤٤٧/ ١١٠٣)].

وقد نقل ابن عبد الهادي عن أبي موسى المديني ما يدل على أنه اغتر بظاهر السند؛ حيث قال أبو موسى: "وجعفر بن مهران: من جملة الثقات، فلم يبق في هذا الإسناد إشكال يُطعن به عليه".

قلت: هذا وهمٌ بينٌ من جعفر بن مهران السباك، وهو: لا بأس به، وله ما ينكر، قال الذهبي في الميزان (١/ ٤١٨): "فهذا غلط من جعفر" [الجرح والتعديل (٢/ ٤٩١)، الثقات (٨/ ١٦٥)، سؤالات السلمي (١٠٤)، الإكمال لابن ماكولا (٥/ ٢٩)، اللسان (٢/ ٤٧٦)].

وقد رواه جعفر مرة أخرى كالجماعة، فقال فيه: عمرو بن عبيد [كما عند البيهقيّ في المعرفة (٣٩٦٥)، وفي الخلافيات (٢٠٠٣)].

وقد أدرك ذلك ابن عبد الهادي، فذكره من طربق أبي معمر عن عبد الوارث عن عمرو، ثم قال (٢/ ٤٤٧): "وكذا رواه أبو عمر الحوضي عن عبد الوارث، فقال: عن عمرو، وهو: ابن عبيد، رأس الاعتزال.

وهذا هو المحفوظ عن عبد الوارث، وهو علة لحديث السباك، ولعله عند عبد الوارث عن هذا وعن هذا؛ لكنه بعيد، ولو كان عند أبي معمر عن عبد الوارث عن عوف: ما تأخر البخاري عن إخراجه، والسباك ثقة، لكن الثقة يغلط" [ونقله الذهبي في التنقيح (١/ ٢٣٢)].

قال ابن عدي: "ولا أعلم روى هذا المتن غير عمرو بن عبيد.

وعمرو بن عبيد: قد كفانا السلف مؤونته، حيث بينوا ضعفه في رواياته، وبينوا بدعته ودعاءه إليها، ... ، وكان يغر الناس بنسكه وتقشفه، وهو مذموم، ضعيف الحديث جدًا، معلن بالبدع، وقد كفانا ما قال فيه الناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>