* ورواه قريش بن أنس: ثنا إسماعيل المكي، وعمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أنس، قال: قنت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وأحسبه ورابع، حتى فارقتهم.
أخرجه البزار (١٣/ ١ ٢٢/ ٦٧٠٣)، والدارقطني (٢/ ٤٠)، والبيهقي (٢/ ٢٠٢). [الإتحاف (١/ ٥٨٧/ ٨١٧)].
قال البزار: "هكذا رواه إسماعيل بن مسلم وعمرو بن عبيد عن الحسن عن أنس، وروى هذا الحديث: محمد بن سيرين، وأبو مجلز، وقتادة، عن أنس؛ أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرًا، وهؤلاء الذين رووه؛ أنه قنت شهرًا: أثبات، وءاسماعيل بن مسلم: فقد بينا لينه، وعمرو بن عبيد: فنستغني عن ذكره لشهرته لسوء رأيه".
وروي عن أيوب السختياني أنه سئل عن هذا الحديث، فقال: "كذب عمرو على الحسن"، ولا يثبت عنه [تاريخ بغداد (١٤/ ٧٩ - ط الغرب)].
قلت: هو حديث منكر؛ يقال فيه ما قيل في حديث أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، وعمرو بن عبيد بن باب، شيخ القدرية والمعتزلة: متروك، يكذب على الحسن.
وإسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف، قال أحمد: "منكر الحديث"، وعنده عجائب، يروي عن الثقات المناكير، وقد تركه ابن مهدي والقطان والنسائي وغيرهم [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)].
* وانظر فيمن كذب فيه على أيوب: فرواه من طريق أيوب السختياني، عن الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: ما زال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقنت حتى مات [أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه (٣/ ٧٧٦)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٦٩٦)] [وهو حديث باطل؛ إسناده مجهول، قال ابن الجوزي: "وأما حديث السري: ففيه مجاهيل"، ووصف الذهببم إسناده في التنقيح (١/ ٢٢٩) بأنه ظلمات].
قال ابن رجب في الفتح (٩/ ١٩١): "وروي أيضًا ذلك عن أنس من وجوه كثيرة، لا يثبت منها شيء، وبعضها موضوعة".
* ورواه عمر بن أيوب، عن قيس بن الربيع، عن أبي حَصين [عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي: ثقة ثبت، من الرابعة]، قال: قلت لأنس بن مالك: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يترك القنوت؟ قال: والله! ما زال يقنت حتى لحق بالله.
أخرجه الخطيب البغدادي في القنوت. ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٦٩٣).
قال ابن الجوزي: "وأما حديث أبي حصين: فيرويه قيس بن الربيع، قال يحيى: ليس بشيء، وقال أحمد: كان كثير الخطأ في الحديث، وروى أحاديث منكرة، ثم إن الراوي عنه: عمر بن أيوب، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به".