للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتعقبه ابن عبد الهادي فقال في التنقيح (٢/ ٤٤٨): "واعلم أن قول المؤلف في حديث قيس بن الربيع: ثم إن الراوي عنه عمر بن أيوب، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به؛ وهم، فإن ابن حبان إنما ضعف عمر بن أيوب المزني، وأما الراوي عن قيس فهو: الموصلي أبو حفص العبدي، وقد روى له مسلم في صحيحه، وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل، وأثنى عليه، وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون، وقال أبو داود: ثقة".

قلت: لا يحتمل تفرد قيس به عن أبي حصين، وهذه الرواية وهم؛ فإن قيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وابتلي بابنٍ له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧)، الميزان (٣/ ٣٩٣)]، ثم هو غريب من حديث قيس، وحديث الجماعة عن أنس أولى بالصواب.

* ورواه أحمد بن محمد بن غالب، قال: حَدَّثَنَا دينار بن عبد الله خادم أنس بن مالك، عن أنس، قال: ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في صلاة الصبح حتى مات.

أخرجه الخطيب البغدادي في القنوت. ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٦٩٥).

قال ابن الجوزي: "وأما حديث دينار: فإيراد الخطيب له محتجًا به مع السكوت عن القدح فيه وقاحة عند علماء النقل، وعصبية بارزة، وقلة دين؛ لأنه يعلم أنه باطل، قال أبو حاتم بن حبان: دينار يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب إِلَّا على سبيل القدح فيه، فوا عجبا للخطيب! أما سمع في الحديث الصحيح عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "من حدث عني حديثًا يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"، وهل مثله إِلَّا كمثل من أنفق بهرجًا ودلسه، فإن أكثر الناس لا يعرفون الكذب من الصحيح، فإذا أورد الحديثَ محدِّثٌ حافظ وقع في النفوس أنه ما احتج به إِلَّا وهو صحيح، ولكن عصبيته معروفة، ومن نظر من علماء النقل في كتابه الذي صنفه في القنوت، وكتابه الذي صنفه في الجهر، ومسألة الغيم، واحتجاجه بالأحاديث التي يعلم وهاءها؛ علم فرط عصبيته"، ثم أطال الكلام في نقده كتاب القنوت للخطيب.

وقد تعقبه ابن عبد الهادي في سكوته عن أحمد بن محمد بن غالب، الراوي عن دينار، قال ابن عبد الهادي (٢/ ٤٤٩): "ويعرف بغلام خليل، وكان كذابًا، وقال أبو داود: أخشى أن يكون دجال بغداد، ولما مات لم يصل عليه أبو داود، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: هو بين الأمر في الضعفاء".

وقال الذهبي في التنقيح (١/ ٢٣٠): "فابن غالب: كذاب، وشيخه عدم".

قلت: هو حديث موضوع؛ دينار بن عبد الله، أبو مِكْيَس، زعم أنه خادم أنس بن مالك: قال ابن حبان: "شيخ كان يروي عن أنس بن مالك، روى عنه أحمد بن محمد بن غالب وغيره، روى عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب، ولا كتابة ما رواه إِلَّا على سبيل القدح فيه"، ثم ذكر له حديثين موضوعين، وقال ابن عدي: "منكر الحديث،

<<  <  ج: ص:  >  >>