ضعيف، ذاهب"، وقال أبو نعيم: "روى عن أنس نسخة مناكير كلها، لا شيء"، وقال الذهبي: "زعم أنه مولى لأنس بن مالك، وأنه سمع منه، ... وهو ساقط متروك باتفاق" [المجروحين (١/ ٢٩٥)، الكامل (٣/ ١٠٩)، ضعفاء أبي نعيم (٦٥)، تاريخ بغداد (٩/ ٣٥٩ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٥/ ٥٦٩ - ط الغرب)، اللسان (٣/ ٤٢٦)].
وأحمد بن محمد بن غالب، غلام خليل: كذاب، يضع الحديث [الجرح والتعديل (٢/ ٧٣)، المجروحين (١/ ١٥٠)، الكامل (١/ ١٩٥)، ضعفاء الدارقطني (٥٨)، سؤالات الحاكم (١٥)، سؤالات السلمي (٦٤)، ضعفاء أبي نعيم (٣٠)، تاريخ بغداد (٦/ ٢٤٥ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٩٦ - ط الغرب)، اللسان (١/ ٦١٧)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٦٧)].
* قلت: حديث أنس هذا هو أقوى حجة للقائلين بالقنوت في الفجر على الدوام بغير سبب يهيجه، لذا فقد قال البيهقيّ في الخلافيات (٣/ ١٣) عقيب حديث قتادة عن أنس في النص على ترك القنوت في الفجر بعدما قنت شهرًا يدعو على أحياء من العرب، قال: "هذا حديث لا شك في صحته، إِلَّا أنه - صلى الله عليه وسلم - ترك الدعاء عليهم واللعن، ولم يترك القنوت أصلًا، أو تركه في سائر الصلوات دون الصبح؛ بدليل ما روينا عن أنس في إخباره عن دوام فعله - صلى الله عليه وسلم - ذلك إلى أن فارق الدنيا، وروينا عن الخلفاء الراشدين، ثم عن أبي هريرة والبراء بن عازب؛ أنهم قنتوا في صلاة الصبح، ولو كان متروكًا لما بقوا".
وقال ابن جرير الطبري: " قالوا: فالقنوت في صلاة الصبح لم يزل من عمل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى فارق الدنيا، قالوا: والذي روي عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قنت شهرًا ثم تركه، إنما كان قنوته على من روي عنه أنه دعا عليه من قتلة أصحاب بئر معونة، من رعل وذكوان وعصية وأشباههم، فإنه قنت يدعو عليهم في كل صلاة، ثم ترك القنوت عليهم، فأما في الفجر، فإنه لم يتركه حتى فارق الدنيا، كما روى أنس بن مالك عنه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك".
وقد أخذ ابن جرير الطبري بحديث أنس هذا، وصححه [مسند ابن عباس من تهذيب الآثار (١/ ٣٨٥ و ٣٨٧)].
فيقال: ثبت العرش ثم انقش؛ أما حديث أنس هذا: فهو حديث منكر، كما سبق بيانه، وهو مخالف لما ثبت عن جماعة الحفاظ من أصحاب أنس عنه، وعلى فرض صحته فهو محمول على النوازل أيضًا، وما ثبت عن الخلفاء الراشدين في ذلك فإنما كان في قنوت النوازل، وقد دللت على ذلك في إثر الآثار الواردة عن عمر، وأما قنوت أبي هريرة والبراء بن عازب، فهو محمول أيضًا على أنهما كانا يقنتان في النوازل يعلمان الناس القنوت، والسنة فيه، لكثرة الفتن في زمانهم، والله أعلم.
* وروي أيضًا من حديث ابن عباس:
رواه محمد بن مصبح بن هلقام البزاز: حَدَّثَنَا أبي: ثنا قيس، عن أبان بن تغلب [ثقة]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت حتى فارق الدنيا.