عن زائدة بن قدامة [ثقة حجة]، عن منصور بن المعتمر [ثقة ثبت]، قال: ثني مجاهد، وسعيد بن جبير؛ أن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان لا يقنت في صلاة الفجر. ووقع في رواية عبد اللّه بن رجاء: ثنا مجاهد، أو سعيد بن جبير، على الشك.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٣/ ٦٩٩٥)(٤/ ٥٣٤/ ٧١٧٧ - ط الشثري)، والطحاوي (١/ ٢٥٢).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.
* وقد روي عن ابن عباس في عدم قنوته في الصبح، من وجهين آخرين في كل منهما مبهم [أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٧٧ و ٦٧٨ - مسند ابن عباس)].
* وقد ثبت القنوت أيضًا عن ابن عباس في وقائع [انظر مثلًا: ما أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٠٤/ ٧٠٠٤ و ٧٠٠٥) و (٢/ ١٠٥/ ٧٠١٣ و ٧٠١٤) و (٢/ ١٠٧/ ٧٠٤٣ و ٧٠٤٤)(٤/ ٥٣٦/ ٧١٨٦ و ٧١٨٧ - ط الشثري) و (٥٣٨/ ٤/ ٧١٩٥ و ٧١٩٦ - ط الشثري) و (٥/ ٥/ ٧٢٢٥ و ٧٢٢٦ - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢١٣/ ٢٧٣٢)].
* قلت: والحاصل من هذا: أنه قد ثبت عن ابن عباس أنه قنت في صلاة الفجر، وثبت عنه أيضًا أنه لم يكن يقنت في الفجر، ويمكن حمل هذا الاختلاف عن ابن عباس على ما تقدم من توجيه الاختلاف عن عمر في هذا الباب، حيث إن ابن عباس كان أميرًا على البصرة، زمن خلافة علي بن أبي طالب، ومن ثم فإنه كان يقنت في الفجر عند النوازل، فإن لم يكن ثمة نازلة لم يقنت، فمن حضر قنوته نقله عنه، ومن حضر عدم القنوت نقله عنه، ويكون النقل في هذا عن ابن عباس؛ كالنقل عن غيره من الصحابة: من عدم لزوم القنوت في صلاة الفجر على الدوام، مما يدل على صحة قول طارق بن أشيم ببدعية لزوم القنوت في صلاة الفجر على الدوام من غير سبب يهيجه ويدعو إليه؛ من النوازل التي تصيب المسلمين، وهو المتفق مع نفي ابن عمر للقنوت في صلاة الفجر، واللّه أعلم.
* وروي أيضًا من حديث أبي هريرة:
* فقد روى ابن أبي فديك، عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة الصبح في الركعة الثانية، يرفع يديه فيها، فيدعو بهذا الدعاء:"اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".
أخرجه الحاكم في القنوت (١/ ٢٤٠ - التنقيح للذهبي)(١/ ٢٦٥ - زاد المعاد)(٢/ ١٥٢ - نتائج الأفكار).
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به: عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو: متروك، منكر الحديث.