للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبين أبي عبد الرحمن السلمي؛ بل تابعه: قيس بن الربيع، وهو: ليس بالقوي، وحديثه صالح في المتابعات.

* قال شعبة: "ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان، ولا من عبد الله بن مسعود، ولكن [قد] سمع من علي - رضي الله عنه -" [مسند أحمد (٤١٢)، تاريخ ابن معين رواية الدوري (٤/ ٦٧/ ٣١٨٠)، المنتخب من علل الخلال (٥٢)، الطبقات لابن سعد (٦/ ١٧٢)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٥٧ ٢)، المنتخب من ذيل المذيل (١٤٧)، تاريخ الطبري (١١/ ٦٦٣)، صحيح أبي عوانة (٢/ ٤٤٥/ ٣٧٦٥)، مسند الشاشي (٢/ ١٨٧/ ٧٥٢)، المراسيل لابن أبي حاتم (٣٨٢ - ٣٨٧)].

وقال أبو حاتم: "أبو عبد الرحمن السلمي: ليس تثبت روايته عن علي، فقيل له: سمع من عثمان بن عفان؟ قال: قد روى عنه، ولم يذكر سماعًا" [المراسيل لابن أبي حاتم (٣٨٣)].

لكن ظاهر عبارة أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ٣٧) يدل على إثبات السماع لأبي عبد الرحمن السلمي من عثمان بن عفان، حيث فرق بين من روى عنهم من شيوخه الذين قرأ عليهم القرآن، وبين روايته المرسلة عن عمر، قال أبو حاتم: "عبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمي القارئ: روى عن عثمان وعلي وابن مسعود، روى عن عمر مرسلًا، ... ].

قال أبو عوانة: "اختلف أهل العلم من أهل التمييز في سماع أبي عبد الرحمن من عثمان".

وقال: "هذا الحديث ما أخرجه مسلم".

قلت: شرط البخاري في ثبوت السماع معروف، وقول شعبة غير مردود، والجمع بينهما: بأن يقال: نعم؛ لم يثبت في رواية هذا الحديث سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عثمان، إذ لم يقل: سمعت عثمان، وهو كما قال أبو حاتم: "لم يذكر سماعًا"، لكن القرينة الواردة في هذا الحديث تدل على سماعه منه، وذلك أنه كان كبيرًا في زمن عثمان، حتى إنه جلس لإقراء القرآن في زمن عثمان، بسبب هذا الحديث الذي رواه عنه، بل قد اشتهر واستفاض أنه قرأ القرآن على عثمان، قال ابن مجاهد في السبعة في القراءات (٦٨) في ترجمة أبي عبد الرحمن السلمي: "وكان أخذ القراءة: عن عثمان، وعن علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب، رضي اللّه تعالى عنهم".

ولعل ابن حبان لما نظر لهذا المعنى لم يرتض قول شعبة، حيث قال في الثقات (٥/ ٩): "وزعم شعبة: أن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من عثمان، ولا من عبد اللّه، وسمع عليًا".

بل جزم الإمام البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٧٣) بإثبات السماع مطلقًا، ولم يعتد بقول شعبة هذا، لاشتهار صحبة أبي عبد الرحمن السلمي لعثمان بن عفان وأخذه القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>