الأول، بينما رواه ابن ماجه وابن أبي عاصم عنهما جميعًا بدونها، ورواه مسلم عن محمد بن المثنى وحده، وأحال لفظه على لفظ أبي عوانة، فلم يذكر أنه زادها.
وقد رواه عن يحيى بن سعيد عن شعبة به بدون هذه الزيادة كالجماعة: أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي، وعبيد الله بن سعيد، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم [عند أحمد والبزار والنسائي وأبي يعلى الفراء].
ورواه روح بن عبادة، ومعاذ بن معاذ، عن شعبة بدونها [عند أبي داود وأبي عوانة والدارقطني].
قلت: مسدد: ثقة حافظ، وقد تابعه على هذه الزيادة ثقتان حافظان: بندار وأبو موسى الزمن، فهي ثابتة من حديث يحيى بن سعيد القطان، وهو: ثقة حافظ، إمام ناقد، يحتمل مثه ما لا يحتمل من غيره، ثم إن هذه الزيادة مفسرة، يقتضيها السياق، ولا تخالفه، فكيف يضرب المثل للمؤمن الذي يقرأ القرآن بأنه كالأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب، فهو أعلى المراتب وأكملها، ثم هو لا يعمل بالقرآن، وقد أخبر الله تعالى عن هذا الصنف بقوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٢١)} [البقرة: ١٢١]، يعني: يتبعونه حق اتباعه، ومن حق اتباعه تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه تعالى، وهم في ذلك يعملون بما دل عليه، لا يفارقون سبيله القويم، ولا صراطه المستقيم.
• خالفهم: أبان بن يزيد العطار [وعنه: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي]، والصعق بن حزن [صدوق]:
روياه عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بنحوه. وقال فى رواية أبان: بدل "المنافق": "الفاجر".
أخرجه أبو داود (٤٨٢٩)، والنسائي في الكبرى (٦/ ٢٥٣/ ٦٧٠٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٣٨١). [التحفة (١/ ٥٢١/ ١١٣٨) و (١/ ٥٨٦/ ١٣٠٩)، المسند المصنف (٢٩/ ٥٧٧/ ١٣٥٤١)].
• تنبيه: زاد أبان في آخره حديث: "مثل الجليس الصالح"، وفيه اختلاف ليس هذا موضع تحريره، وقد اختلف فيه على معاذ بن معاذ عن شعبة [عند: أبي داود (٤٨٣٠)، وابن حبان في روضة العقلاء (٢٨٨)، وانظر: ضعفاء العقيلي (١/ ١٦٠)، أمثال الحديث للرامهرمزي (١١٣)].
° قال المزي:"ورواه غير واحد عن قتادة عن أنس عن أبى موسى، وهو المحفوظ".
قلت: وهو كما قال، المحفوظ بإثبات أبي موسى الأشعري في إسناده، فهو من مسنده، لا من مسند أنس، وقد أثبته وجعله من مسند أبي موسى: شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، وهمام بن يحيى، وشيبان بن عبد الرحمن، وأبان بن يزيد العطار [من