للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن الأسقع راوي هذا الحديث، هو الصحابي المشهور: واثلة بن الأسقع الليثي، وذلك من وجهين:

الأول: أن كلاً منهما كان من أصحاب الصفة.

والثاني: أن كلاً منهما بكري، وإن كان المشهور في نسبة واثلة أنه ليثي، فهو: من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، وهو: واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غِيَرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة [طبقات ابن سعد (١/ ٢٥٥) و (٨/ ٤٠٧)، الطبقات لخليفة بن خياط (٢٨٣٢)، التاريخ الكبير (٨/ ١٨٧)، الجرح والتعديل (٩/ ٤٧)، معجم الصحابة لابن قانع (٣/ ١٨٣)، الثقات (٣/ ٤٢٦)، المؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٢٨٦)، فتح الباب (٦١٧)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (٥/ ٢٧١٥)، الاستيعاب (٤/ ١٥٦٣)، إكمال ابن ماكولا (٦/ ٣٠١) و (٧/ ٢٩٧)، السير (٣/ ٣٨٣)، التهذيب (٤/ ٣٥٠ و ٦١١)].

قلت: لكن لما كان الراوي عنه هو أحد مواليه، قد نسبه لجده الأعلى، والمشهور أنه ليثي، فأشكل ذلك على النقاد، وفرقوا بينه وبين واثلة، ويؤكد ذلك أنه من أصحاب الصفة، فاجتمع فيه الوصفان، من جهة النسب ومن جهة محل إقامته، والله أعلم.

لذا قال ابن عساكر: "هو واثلة؛ لأنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، وهو من أهل الصفة" [التهذيب (٤/ ٣٠٠ و ٦١١)] [تاريخ دمشق (٦١/ ٣٧٩)، وفيه: "واثلة بن الأسقع أخو بني بكر"].

وقال المزي في التحفة مستشهداً بما نقل عن ابن عساكر: "جعله ابن أبي حاتم ممن لا يعرف له اسم، وقال: هو البكري، مدني له صحبة، من أصحاب الصفة، وهو واثلة بغير شك؛ لأنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، وهو من أهل الصفة".

وبناء على ما تقدم: فإن إسناد هذا الحديث إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، ورجاله كلهم ثقات مشاهير؛ عدا التابعي المبهم، مولى ابن الأسقع، لكن الراوي عنه قد عدله، وشهد له بالصدق، فهذا مما يرفع من حاله، وإن كان مبهماً مجهول العين، ومثل هذا يحسن بالشواهد، وقد صح معناه من حديث أبي بن كعب، فهو حديث حسن بشاهده، والله أعلم.

* خالفهم فوهم في إسناده، وسلك فيه الجادة والطريق السهل:

يحيى بن سعيد العبشمي: حدثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر - رضي الله عنه -، قال: قلت يا رسول الله: أي آية أنزلها الله عليك أعظم؟، قال: "آية الكرسي"، ثم قال: "يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".

وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٢٥)، وقلت هناك:

وكذلك ما روي عن عبيد بن عمير عن أبي ذر بحديثه الطويل، الذي يأتي ذكره في

<<  <  ج: ص:  >  >>